فتح ميديا - متابعة:
اعتبر كتّاب ومحللون إسرائيليون، أن التصعيد الأمني الأخير في إسرائيل، هو بمثابة "بروفة عامة" لهجوم إيراني سيؤدي إلى حرب إقليمية في المستقبل القريب، وفق تقديراتهم.
وأشار المحللون إلى الأحداث الأخيرة، مثل استهداف إسرائيل بصواريخ من عدة جبهات، والتوترات في القدس، وعملية غور الأردن، والعملية المزدوجة التي حدثت على شاطئ تل أبيب.
وقال المحللون إن "إيران تستعد حاليًا بالتنسيق مع المنظمات التابعة لها في المنطقة، للهجوم واستخلاص الدروس من ردود فعل إسرائيل"، مشيرين إلى أن "الهدف والتوقيت غير معروفين حاليًا، ولكن على إسرائيل الاستعداد لضربة استباقية".
تصعيد لا نهاية له
وقال الكاتب والمحلل السياسي يوني بن مناحم، في تقرير نشره موقع "نيوز1" العبري، إن "التصعيد ضد إسرائيل من عدة جبهات، وفي نفس الوقت خلال شهر رمضان، تم تنسيقه مسبقًا من قبل المنظمات التابعة لإيران، وليس من الواضح كيف ومتى سينتهي، لكن مسؤولًا كبيرًا في حماس يقدّر أن الأمر بروفة عامة لهجوم إيراني سيؤدي لاحقًا أيضًا إلى حرب إقليمية".
وأضاف أن "مسؤولي الاستخبارات الإسرائيلية يقدّرون أن إيران تخطط لشن هجوم كبير على إسرائيل في الوقت الذي تختاره من خلال شركائها التابعين لها دون بصمات ودون تجريم نفسها، حتى لا يكون لإسرائيل عذر لمهاجمتها".
وأشار إلى أن "المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تستعد حاليًا ليوم القدس العالمي، الذي يصادف آخر جمعة من شهر رمضان، خشية من أن تحاول إيران والمنظمات التابعة لها مفاجأة إسرائيل". لافتًا إلى أن "البروفة الإيرانية العامة تهدف إلى اختبار الجاهزية العملياتية والكفاءة للعناصر المنتمية لها، ووسائل الاتصال والتنسيق بينها استعدادًا للمواجهة مع إسرائيل، كما تفحّص طرق الرد الإسرائيلي لمحاولة إيجاد نقاط ضعف إسرائيل".
وزعم التقرير العبري، أن الأمين العام لحزب الله هو المقاول التنفيذي لـ"الحرس الثوري" الإيراني، الذي يدير حركتي حماس والجهاد الإسلامي، بالإضافة إلى اللواء إسماعيل قآاني، قائد فيلق القدس الإيراني في العراق وسوريا واليمن.
وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، قد ذكرت، في 9 أبريل/ نيسان، أن الحرس الثوري يخطط أيضًا لمهاجمة السفن المملوكة لإسرائيل في الخليج العربي وبحر العرب، ردًا على مقتل ضابطين إيرانيين في سوريا من قِبل إسرائيل، لذلك أطلقت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن غواصة نووية "فلوريدا يو أس ائيه" في منطقة البحر الأحمر لردع إيران عن شن هجمات جديدة في المنطقة.
وأفاد بن مناحم، أن "ثقة إيران بالنفس أصبحت عالية، ولم يعد يزعجها إخفاء التنسيق مع المنظمات التابعة لها ضد إسرائيل، فالتنسيق الذي كان سريًا في السابق أصبح مفتوحًا الآن مصحوبًا بتغطية إعلامية في سوريا ولبنان".
فقد أدارت إيران حتى الآن 4 جبهات ضد إسرائيل: الجماعات المسلحة في شمال الضفة الغربية وقطاع غزة وجنوب لبنان وسوريا، وزادت الاعتداءات الأخيرة على مفترق مجيدو وغور الأردن وعلى شاطىء تل أبيب من الإحساس بنجاح العنف الفلسطيني وأعطته الشعور بأنه في بداية مرحلة جديدة من المواجهة ضد إسرائيل، بحسب بن مناحم.
وزعم المحلل السياسي يوني بن مناحم، أن "المسجد الأقصى هو الزناد الذي يفترض أن يشعل الصراع الإقليمي مرة أخرى هذه المرة، فقد سقطت إسرائيل في كمين نصبته حماس في المسجد الأقصى، من خلال نشر الصور القاسية لرجال الشرطة وهم يضربون المصلين الفلسطينيين الذين تم تجهيزهم بالحجارة والعبوات الناسفة"، على حد قوله.
تقوية حماس على حساب السلطة الفلسطينية
بدوره، يرى عضو الكنيست السابق عن حزب "يوجد مستقبل"، عوفر شيلح، في مقال له نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، أن "إيران تقوم بالفعل ببناء حزب الله وتمول جزء كبير من ميزانية الذراع العسكرية لحركة حماس، لكنها ليست المقر الرئيس، وهذه التنظيمات ليست قيادتها الشمالية والغربية، والأحداث الأخيرة هي شبكة أكثر من كونها أنبوبًا: إنها تنشأ من الرؤى المشتركة لجميع الأعداء، فيما يتعلق بمعنى السياسة الإسرائيلية الفاشلة في العقد الماضي، ولتحقيقها، لا تحتاج إلى أمر تشغيل، ولكن إلى فهم للفرص فقط".
ولفت إلى أن "كل الحكومات الإسرائيلية الأخيرة اتبعت نفس السياسة: تعزيز حماس ماديًا واعترافًا بسيادتها على قطاع غزة من جهة، وعدم الوفاء بالمسؤوليات المترتبة عليها من جهة أخرى، رغبة منها في إضعاف السلطة الفلسطينية والقضاء على إمكانية إقامة دولة فلسطينية، ولذلك فإن هدف إسرائيل الوحيد في الحرب على جميع الجبهات، هو العودة بأسرع ما يمكن إلى السلام المؤقت، والتباهي في نفس الوقت باستعادة الردع، وهذا ما يقترحه الجيش، وهذا ما تقرره الحكومة، وهذا ما يريده الجمهور"، وفق تعبيره.
وأضاف أنه "خلافًا لإسرائيل، فإن العدو بفصائله المختلفة يتبع القاعدة التي وضعها رئيس قسم العمليات السابق، نيتسان ألون، عندما ادّعى أن من يريد المعركة بين الحروب سيستعد للحرب، وحماس وحزب الله لا تريدان تصعيدًا. لكنهما على استعداد للمخاطرة، مما يزيد من فرصة سوء التقدير والانزلاق إلى حملة حقيقية، وهذه المرة متعددة الجبهات، من الدائرة البعيدة إلى داخل إسرائيل.
حرب حقيقية بدرجة كبيرة
من جهته، أشار الكاتب والمحلل السياسي، عاموس هرئيل، في مقال له في صحيفة "هآرتس" العبرية، إلى ازدياد احتمالية أن تجد إسرائيل نفسها السنة المقبلة في حرب حقيقية بدرجة كبيرة، استنادًا لاستنتاج شعبة الاستخبارات في هيئة أركان الجيش الإسرائيلي، وهو استنتاج معروف لكبار ضباط الجيش ولمتخذي القرارات في المستوى السياسي".
وقال إن "الاستخبارات العسكرية لا تتحدث عن احتمالية عالية لحدوث حرب، وحتى الآن تعتقد أن إيران وحزب الله وحماس غير معنيين بالضرورة بمواجهة مباشرة وشاملة، ولكن يبدو من الواضح أنهم مستعدون للمخاطرة والمقامرة بنشاطات عدائية أكثر جرأة، لأنهم يعتقدون أن إسرائيل ضعفت في أعقاب الأزمة الداخلية الشديدة، التي قللت مجال مناورتها الإستراتيجية".
وأضاف عاموس، أنه "على هذه الخلفية، تقدر الاستخبارات العسكرية بأن احتمالية أن تشتعل سلسلة مواجهات في ساحات مختلفة ضد إسرائيل قد تعززت، والتي من شأنها أيضًا ودون نية مسبقة، أن تصل الى حرب واسعة متعددة الجبهات. وهذه هي العاصفة الكاملة التي يتحدث عنها رجال الاستخبارات منذ بضعة أشهر، فهي تتفق مع تداعيات الاختلاف حول محاولة حكومة نتنياهو أن تخرج التعديلات القضائية الى حيز التنفيذ".
وكان تقرير عبري نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، قد أشار نقلًا عن مسؤول في إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، قوله إن حزب الله اللبناني مدّ حركة حماس بصواريخ بعيدة المدى، حتى تتمكن من مهاجمة إسرائيل من الأراضي اللبنانية، مضيفًا أن "الحرس الثوري الإيراني نقل المئات من عناصر حماس عبر مطار بيروت، لتلقي تدريب من قبل حزب الله في إطار نيته فتح جبهة شمالية ضد إسرائيل دون تدخل نصر الله"، وفق قوله.