فتح ميديا - تل أبيب:
حذرت دائرة الأبحاث في شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية ("أمان") من "تراجع خطير" في وضع إسرائيل الإستراتيجي في الأشهر الأخيرة، نتيجة عدة أسباب، وأن السبب المركزي هو رصد "أعداء إسرائيل" ضعفها نتيجة الشرخ الداخلي فيها إثر دفع الحكومة خطة إضعاف جهاز القضاء، وفقا ما أفادت صحيفة "يسرائيل هيوم" اليوم، الثلاثاء.
وبعثت الدائرة مؤخرا وثائق رسمية حول ذلك إلى قيادة الجيش الإسرائيلي والقيادة السياسية – الأمنية، وفي مقدمتهم رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، ووزير الأمن، يوآف غالانت، ورئيس مجلس الأمن القومي، تساحي هنغبي.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذه التقديرات كانت في خلفية تصريح غالانت حول تبعات الخطة القضائية، والذي أدى إلى إعلان نتنياهو عن إقالته، لكنه جمّد الإقالة في هذه الأثناء.
وحسب تقديرات دائرة الأبحاث في "أمان"، فإن تراجع وضع إسرائيل الإستراتيجي يتم التعبير عنه في جميع عناصر المحور المعادي لإسرائيل وفي مقدمتها إيران، وأنه يدل على ذلك اللقاءات المتتالية بين أمين عام حزب الله، حسن نصر الله، وقياديين في حركتي حماس والجهاد الإسلامي، "بهدف تنسيق مواقف".
وأضافت التقديرات أن مسؤولين إيرانيين يجرون اتصالات مشابهة، "ويرجح أن إيران زادت ضغوطها على جهات مختلفة في المحور من أجل تنفيذ عمليات مسلحة في إسرائيل".
وتابعت التقديرات أنه "على ما يبدو، هذه خلفية العملية قبل أسبوعين من لبنان وبإيحاء من حزب الله (تفجير اللغم عند مفترق مجدو، في 13 آذار/مارس الفائت)، وكذلك المجهود المتزايد لتنفيذ عمليات في الضفة الغربية، التي تعتبرها الجهات في المحور كنقطة ضعف قد تشعل المنطقة كلّها".
وبحسب تقديرات دائرة الأبحاث، فإن سببا آخر لتراجع وضع إسرائيل الإستراتيجي هو "التباعد بين إسرائيل والولايات المتحدة"، وأن إيران هي المستفيد الأساسي من ذلك، "لأنها تعتقد أن إسرائيل لن تتمكن من خوض معركة ضدها أو مهاجمة برنامجها النووي بدون دعم أميركي".
وتابعت التقديرات أن السلطة الفلسطينية "متشجعة من هذا التباعد أيضا"، وأنها تأمل أن تستفيد منه في الهيئات الدولية بالأساس، بدءا من لجان الأمم المتحدة وحتى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي.وفي موازاة ذلك، يثير هذا التباعد قلق "أصدقاء إسرائيل" وخاصة في الخليج ومصر والأردن وغيرها، حسب تقديرات دائرة الأبحاث. "فإذا كانت هذه الدول قد اقتربت في الماضي من إسرائيل بسبب علاقتها الوثيقة مع واشنطن، وإدراكها أن إسرائيل تجند الولايات المتحدة لأي اتفاق، فإن النتيجة الآنية للتباعد الإسرائيلي – الأميركي هو تقارب أصدقاء إسرائيل في المنطقة إلى إيران. وتم التعبير عن ذلك في استئناف العلاقات بين إيران وبين السعودية والبحرين، وكذلك بحفاوة استقبال وزير الخارجية الإيراني في القاهرة".
ورأت التقديرات الاستخباراتية لـ"أمان" أن التبعات الفورية لهذه التطورات هي تراجع "الردع الإسرائيلي"، ويليه تراجع قوة إسرائيل السياسية – الأمنية في الحلبتين الإقليمية والدولية. "والتخوف هو أن التراجع في وضع إسرائيل الإستراتيجي سيتعمق أكثر، على خلفية الخطوات الحثيثة في الحلبتين الداخلية والخارجية".
وأشارت صحيفة "هآرتس"، اليوم، إلى أن الهجمات الإسرائيلية المتتالية في سورية في الأيام الأخيرة، "هي محاولة لأن تعيد إسرائيل الردع لنفسها وإعادة ترسيخ توازن رعب مقابل إيران وحزب الله ليضع مصاعب أمامهما تمنع شن هجمات داخل إسرائيل".
وحسب الصحيفة، فإنه في مقابل الهجمات الإسرائيلية، تم تنفيذ تفجير مجدو وإطلاق طائرة مسيرة من سورية والتي توغلت إلى إسرائيل وتم إسقاطها في شمال بحيرة طبرية، أول من أمس، وإطلاق مسيّرة أخرى من قطاع غزة وأسقطتها إسرائيل، أمس، "لكن لم يتضح بعد العلاقة بينها وبين الأحداث في المنطقة الشمالية".