فتح ميديا – القدس المحتلة:
قالت صحيفة هآرتس العبرية، اليوم الإثنين، إن المنظومة الأمنية الإسرائيلية تستعد لسيناريو "حارس الأسوار2"، من خلال عدة إجراءات ستتخذ بعد أن تم مناقشتها مؤخرًا في أروقة تلك المنظومة.
ومن بين ما تم التركيز عليه تعبئة قوات الاحتياط من الجيش الإسرائيلي للتعامل مع أي أحداث غير عادية قد تشهدها المدن المختلطة التي يعيش فيها العرب واليهود بمدن الخط الأخضرـ، بحسب الصحيفة.
وأشارت الصحيفة إلى أنه في حال نفذت خطة "الحرس الوطني" الجديد الذي سيتولى الإشراف عليه ما يسمى بوزير الأمن القومي إيتامار بن غفير، فإن هذه القوة لن تكون بمثابة شرطة نظامية، ولكن كقوات شبه عسكرية ستستخدم في أوقات الطوارئ بمناطق الخط الأخضر وتتعامل بشكل أساسي مع أي أحداث قومية في أوساط فلسطينيي الداخل.
وبينت الصحيفة، أنه في الأشهر الأخيرة، عقدت اجتماعات مشتركة بين الشرطة والجيش الإسرائيلي، تم خلالها مناقشة تقسيم السلطات والأدوار في حال وقع سيناريو "حارس الأسوار2"، بالإشارة للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في أيار 2021.
ووضعت مؤخرًا خطة تنفيذية سيتم بموجبها نشر قوات احتياط من الجبهة الداخلية التابعة للجيش الإسرائيلي لتأمين حركة المرور على عشرات الطرق في تلك المدن المختلطة، والتي من المفترض أن تقوم بهذه المهمة الشرطة، وفي المستقبل "الحرس الوطني"، لكن هناك مخاوف من أن تجنيد قوات الاحتياط من الجيش يعني أن يجد الأخير نفسه في مواجهة "العرب في إسرائيل".
وسيطلب عضو الكنيست يوآف سيغالوفيتش من حزب هناك مستقبل، وهو نائب وزير الأمن الداخلي السابق، من لجنة الخارجية والأمن في الكنيست إجراء مناقشة حول هذه القضية بعد عطلة "عيد الفصح" اليهودي، قائلًا للصحيفة العبرية، إن هذا يتطلب تفكير واسع وعميق لأنه ينطوي على مخاطر استراتيجية كبيرة، مشيرًا إلى أنه يخشى أن يرى الجمهور "العربي في إسرائيل بأن هذه الخطة هدفها عسكرة العلاقات".
وحذر سيغالوفيتش من أنه في حال أطلق الجنود الرصاص الحي على "العرب" أثناء أي أحداث، فقد يكون ذلك بمثابة منعطف سلبي للغاية سيهدد العلاقات وسيكون له عواقب سياسية.
وتبرر المنظومة الأمنية الإسرائيلية بأن نشر قوات الاحتياط من جيشها بأن الشرطة ليس لديها ما يكفي من القوة البشرية للتعامل مع الأوضاع، ولذلك سيتم نشر قوات خفيفة من الاحتياط وبحوزتها سيارات ومجهزة بأسلحة نارية ووسائل تفريق التظاهرات.
والنية بأن يتم نشر 16 كتيبة، وخاصة في أجزاء كبيرة من النقب، وعلى الطرق الرئيسية في الشمال، وحماية مواقع البنية التحتية الاستراتيجية، وقد تم بالفعل تشكيل ما يقرب من نصف هذا العدد وخضع عناصرها لتدريب أولي، كما تم مناقشة إمكانية انتشار كتائب الاحتياط في أحياء شرقي القدس، رغم أن ذلك ليس جزءًا من الخطة.
وانتقد مصدر أمني كبير المقترحات التي تم مناقشتها في الاجتماعات، محذرًا من أن سيناريوهات الإسناد التي يتم إسنادها للجيش الإسرائيلي، تمثل تحولًا استراتيجيًا في حالات الصراع والحروب بشأن "ولاء العرب لإسرائيل"، وأن مثل هذه الخطوة ستغير من قواعد اللعبة في التعامل معهم، مشيرًا إلى أنه تم مناقشة مخاطر قدرة الشرطة على احتواء أي حدث يخرج عن وضعه الطبيعي في ظل التقديرات بأن عدد بسيط هم من سيشاركون في الأحداث حال وقوعها.
ويرجح الشاباك أن 5 آلاف فلسطيني من سكان الداخل قد يشاركون في الأحداث وهو عدد قليل يحتاج إلى التعامل معه بأدوات معالجة فردية وليست ضمن سياسة شاملة تجاه كل فلسطينيي الداخل.
وتقول الصحيفة، إن الجيش الإسرائيلي فشل أكثر من مرة في التعامل مع المظاهرات العنيفة داخل مناطق الضفة، ولذلك سيواجه صعوبات كبيرة في حال وقوع مثلها في أوساط فلسطينيي الداخل، خاصة وأن غياب التحضير والتدريب الكافيين للوحدات الاحتياطية قد يدفع لاستخدام الذخيرة الحية ما يؤدي إلى مواجهة شاملة داخل مناطق الخط الأخضر.