فتح ميديا – رام الله:
في ظل الهجمة الشرسة التي يخوضها المستوطنون ضد المواطنين، والاعتداءات عليهم وكانت تحدث مجازر بسبب ذلك، كما حدث في بلدة حوارة جنوب نابلس، بات الحديث وبالتزامن مع ذكرى يوم الأرض الـ47، عن تفعيل لجان الحراسة أو الحماية أمرًا ضروريًا لتعزيز صمود المواطنين في منازلهم وأراضيهم.
قبل نحو عشر سنوات تشكلت لجان الحراسة أو الحماية، مع تصاعد اعتداءات المستوطنين، وبدت تقل وتزداد وتيرتها بحسب الحاجة، وخاصة في المناطق المحاذية للمستوطنات، والقريبة من الطرق الالتفافية، لكن يرى نشطاء ومراقبون أن الحاجة باتت ماسة لها، محذرين إن تركت الأمور بلا ردع وتصدٍ للمستوطنين، فإنهم قد يتجرؤون واقتحام قلب المدن وينفذون اعتداءات.
خطر المستوطنين قد يصل قلب المدن
يؤكد مدير دائرة العمل الشعبي في هيئة مقاومة الجدار والاستيطان عبد الله أبو رحمة، أنه في ظل ما نشهده من تصاعد في جرائم المستوطنين، باتت إعادة تفعيل لجان الحراسة أمرًا هامًا وضروريًا خاصة بهذه المرحلة، وعلى الجميع للتنبه لهذا الخطر، وإلا سيصل المستوطنون إلى قلب ومراكز المدن.
يقول أبو رحمة: "إن خطر المستوطنين يهدد الجميع، وفي كافة المناطق، ما يتطلب من الجميع التكاتف وصد هجمات المستوطنين، التي تركزت مؤخرًا، في مناطق جنوب نابلس وشمال شرق رام الله، وصار لزامًا تفعيل لجان الحراسة وإشراك المجتمع المحلي من القرية المستهدفة والقرى الأخرى المجاورة، وضخ الروح المعنوية وتعزيز صمود الأهالي"، مؤكدًا أن هيئة مقاومة الجدار والاستيطان على أتم الاستعداد لتقديم الدعم اللوجستي في سياق توفير معدات للدفاع عن النفس "كشافات، وعصي، وغيرها".
التوعية والتنظيم مهمان
يؤكد أبو رحمة أنه من الضروري التوعية بأهمية لجان الحماية الشعبية، وأهمية العمل على تنظيمها، وتدريب تلك اللجان على سهولة التواصل حين وقوع هجمات وكيفية الرد عليها، علاوة على أهمية تجنيد متضامنين دوليين كي ينقلوا الصورة كما هي.
ويشدد أبو رحمة على أن المناطق التي يوجد فيها لجان حراسة تكون فيها الأضرار الناتجة عن هجمات المستوطنين أقل، حيث إن الاستعداد لأي هجمة يقلل تلك الخسائر، ولذا بات مطلوبًا تفعيل تلك اللجان، وهي موجودة في كثير من المناطق لكن عملها ما بين مدّ وجزر، ولكن في ظل وجود مستوطنين منظمين أكثر بهجماتهم، لا بد من تنظيم وتفعيل لجان الحراسة، كي تكون الاستجابة بالتصدي للهجمات أسرع.
ويؤكد أبو رحمة أنه بالتزامن مع "يوم الأرض أصبح من الضرورة تشكيل لجان حراسة وحماية تبعث الأمن والأمان للمواطنين، وبث الروح المعنوية بينهم، وعدم تركهم وأراضيهم، "فحين لا تجد من يعززك على الصمود ربما قد يدفعك ذلك للهجرة رغمًا عنك، فلجان الحماية يرفع من الصمود والتحدي، ومواجهة مخططات المستوطنين".
ضرورة ملحة!
يؤكد مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة الغربية غسان دغلس، أن تفعيل لجان الحراسة أصبحت حاجة ملحة وبحاجة لقرار فصائلي ملزم لتفعيلها، وضرورة التوعية بأهميتها، كما يجب على المواطنين التكاتف بشكل أكبر والعمل على تسهيل مهام لجان الحراسة.
من جانبه، يقول منسق اللجان الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان في جنوب الخليل راتب الجبور: "إن تفريغ أشخاص محددين ليكونوا في لجان الحراسة أمر هام، وضرورة تكاتف الناس معهم ومساندتهم، لكن لا بد من دعمهم ماديًا وتفريغهم، كي يتعاشوا، مع ضرورة متابعة عملهم بشكل متواصل".
ويشير الجبور إلى أن دور الفصائل في لجان الحراسة ضعيف جدًا، ما يتوجب إعادة النظر بدورهم بشكل فاعل، ما يتوجب على الجهات الرسمية أن تعمل ربما على خلق تشكيلات معينة كلجان حراسة من أجل توفير الحماية لشعب الفلسطيني.
التنظيم والإعداد
يؤكد مدير مكتب هيئة مقاومة الجدار والاستيطان في شمال الضفة الغربية مراد اشتيوي، على ضرورة تفعيل لجان الحماية والحراسة، فقد أصبحت قضية هامة، لمحاولة تحقيق الأمان والسلامة للمواطنين، ويقول: "إن لجان الحماية بحاجة لتنظيمها بمجموعات ودعمها لوجستيًا".
ويوضح اشتيوي أن لجان الحراسة لم تتوقف عن عملها، لكن المستوطنين يستغلون بعض الاوقات للمهاجمة، وهو ما يتطلب إعادة تنظيم لجان الحراسة، وهذا الأمر مسؤولية الجميع، حيث لا بد من العمل الفاعل باتجاه تنظيمها، وأن تأخذ الفصائل قضية لجان الحراسة على محمل الجد.
لجان الحماية تواجه بحسب الباحث الحقوقي والناشط في مواجهة الاستيطان، بشار القريوتي، مستوطنين مدربين توفر لهم كامل الإمكانيات، بينما لجان الحراسة تحاول مواجهة المستوطنين بإمكانيات بسيطة قوامها الحجارة والأجساد العارية والغضب! مؤكدًا أن تلك اللجان بحاجة لتوفير أدوات الحماية لها من كشافات وأدوات تقوم بترهيب المستوطنين كصافرات الإنذار وغيرها.
يقول القريوتي: "خلال السنوات الأخيرة، أصبح المستوطنون يشنون هجماتهم بحماية كاملة من جيش الاحتلال، بل إن كثيرًا من المستوطنين يكونون مسلحين، ويشكلون خطرًا على حياة المواطنين، وما يلاحظ هو هجومهم بأعداد كبيرة".
ويرى القريوتي أنه لا بد من وجود دور للفصائل بتعزيز وتفعيل لجان الحماية، عبر ورديات يومية، وأن يكون لأصحاب المنازل الذين يتعرضون لاعتداءات، فيكون لديهم عملية إنذار مبكر للتصدي لأولئك المستوطنين.
خطر يهدد البدو
يرى مدير منظمة "البيدر" للدفاع عن حقوق البدو حسن مليحات، أن المستوطنين باتوا يشكلون خطرًا حقيقيًا عل حياة الناس، وتشكيل لجان الحماية أمر مهم، خاصة في التجمعات البوية، حيث ضبط في أكثر من حادثة مستوطنين يقتحمون خيام البدو.
ويشدد مليحات، أن لجان الحماية في مناطق التجمعات البدوية أمر هام، وأصبحت المناطق خطيرة، كونها مناطق نائية، والأهالي حاليصا يقومون بدور الحراسة خشية من وقوع اقتحامات واعتداءات عليهم، وربما تحدث جرائم بحقهم، في مقدمة لتهجيرهم من تلك التجمعات.