د. لؤي ديب
منذ ولادتها كلقيط نتيجة إغتصاب القوة للعجز ومنذ أن القى بها الغرب على أعتاب فلسطين حاولت ( اسرائيل ) أن تعيش بكل المحاولات الا الإعتراف بالواقع الفلسطيني الذي يحيط بها من كل إتجاه .
جربت الترحيل الجماعى والقضاء على السكان الأصليين ففشلت معهم تجربة ابادة الهنود الحمر في امريكا وتوالد الشعب الفلسطيني ونما ديموغرافياً بشكل يشبه القنبلة منزوعة الفتيل تنتظر الوقت لتنفجر حول رقبة ( اسرائيل) .
حاولت ترويض الفلسطيني وجعله مواطن من الدرجة الثانية واقل مرتبة من اليهودى من خلال محاولات عديدة وسلسلة قوانيين تشبه الي حد قريب قوانين Jim crow laws التى طبقتها الولايات الجنوبية في امريكا ضد الامريكيين من اصل افريقي وكانت تقوم علي التميز والفصل العنصرى والالتفاف على شكل امريكا كدولة للمساواه والتى فشلت لاحقاً بتمرد الأمريكية من اصل افريقي روسا بارك والتى اطلقت الشرارة لاحقاً لحركة الحقوق المدنية وكالعادة فشلت التجربة ( الاسرائلية ) تجاه الشعب الفلسطيني .
الآن تجرب ( اسرائيل ) بقيادتها الوحشية نمط عصابات Kuklux klan والتى انتشرت في الولايات المتحدة الامريكية في اربعنيات وخمسنيات القرن وروعت السود ومارست الارهاب بحقهم وحرقت منازلهم وكانت تدعو لطردهم من امريكا لتنتهى تلك العصابات التى تشابه تماما عصابات المستوطنيين .
مشكلة ( اسرائيل ) لا تكمن في سيمورتش وبن غفير ونتنياهو او بالتشريعات القانونية أو التدين أو الاستيطان بل هي المشكلة الوجودية التى ينافسها واقع على الارض اسمه الشعب الفلسطيني و والحقيقة ان ( اسرائيل ) وجدت وموجودة منذ نشأتها وحتى يومنا هذا، بسبب الترحيل وتدمير المنازل، و القمع الوحشي والقتل الجماعى للشعب الفلسطيني وان انتهاء معركتها مع الشعب الفلسطيني تحت اى صورة من صور الحلول او التسويات او السلام المزعوم يعني نهايتها وانتفاء سبب وجودها .
( اسرائيل ) بيسارها ويمينها ومتدينيها وعلمانيها كمريض نفسي يرفض التعرف على الواقع ورؤيته لذا ستنظر في كل الاتجاهات وستعمل على مسح وطمس الواقع الفلسطيني الذي سيكشف امراضها وبالتالى سيؤدي التعامل مع الحقيقة على انهيارها وانهيار الأسس التى قامت عليها .
هؤلاء الذين يملؤن شوارع تل ابيب غضباً لإغتصاب نتنياهو وعصابته لديموقراطيتهم لم يكلفوا أنفسهم يوماً ما للوقوف أمام حقيقة أن تلك الديموقراطية التى يتباكوا عليها قامت على انقاض شعب بالقتل والتهجير وممارسة العنصرية والسادية التى لم تتوقف ولم تسترعي انتباههم تصريحات محو حواره عن الوجود فالمنظومة كلها وليدة المرض وفكرة حمل السلاح في وجه سكان الأرض الأصليين وممارسة الإختلاف على طريقة الإبادة ناعمة أو قاسية أو كيف ستكون.
في خضم أزمة ( الديموقراطية المزعومة) والتباكى على شرعية المحكمة العليا واستقلالها وقدرتها على تفسير القانون والقراراتالسياسية المطلوب فلسطينياً التوجه لهذه المحكمة لتعطي وجهة نظرها في كل القوانيين العنصرية التى تنفي الإعتراف بحقيقة وجود الشعب الفلسطيني ، عندها سيرى العالم اجمع الوجه الحقيقي لديموقراطية كاذبة تتغذي على الدم والعنفوالجريمة .
تصريحات سيمورتش من باريس والتى قال فيها انه لا يوجد شيء اسمه الشعب الفلسطيني بل انه هو الفلسطيني انتقل فيها انتقال خطير من الدعوة لمسح حوارة عن الوجود لجريمة الدعوة لابادة الشعب الفلسطيني وهذا يتطلب الارتقاء بالعمل السياسي الفلسطيني ووقف مناقشة كل التفاصيل الصغيرة واستغلال الحراك الصهيونى لاستجلاب الاجابة على الأسئلة الوجودية للشعب الفلسطيني وقد تكون ( اسرائيل ) المريضة بحاجة لبعض جلسات الكهرباء كى تتحرر من جنونها فما عاد تجلسات الحوار السريرية تكفي لتخطي المرض فنحن نواجه كيان مريض تطور مرضه الى الجنون ويحتاج للحزم السياسي كىيركن الى زاوية الغرفة .
لا يجب ان نبقى نتناول ذكرياتنا كالخبز المسموم ونقول اين ضاعت احلامنا واوقاتنا وان كانت ( اسرائيل ) مريضة فعليناالاعتراف بواقع أننا نعيش في غيبوبة وعلينا أن نفيق منها كى نتمكن ونملك اسباب التعامل مع واقع مريض نجح في الالقاء بنا على سريرين منفصلين واعطانا حقنة وهم تتثير احلام سلطة مزعومة لن تتطور الى في مخيلاتنا ، لقد حان وقت الدولة بالافعال لا الأقوال ، النهوض الجماعى والتحرر من السموم الاحادية والتحرر من دور الحمامة وممارسة حقيقة أن لهذا الشعب مخالب وأنياب .