فتح ميديا – تل ابيب:
ترى صحيفة "هآرتس" العبرية أن شهر رمضان سيحمل في طياته جملة من الأحداث الخطيرة، التي من شأنها أن تخلق اضطرابات سياسية وميدانية خطيرة في إسرائيل.
واعتبرت الصحيفة في مقال كتبته "أسرة التحرير" لديها، أن التهديدات الميدانية والتقديرات الأمنية التي تتحدث عن "رمضان ملتهب" بالعمليات، ليس وحده الكقبل بخلق اضطرابات في إسرائيل.
وتحدثت الصحيفة عن التحديات التي قد يحدثها تهور وزير الأمن القومي "بن غفير" واصفة إياه بالمجنون، وتوقعت أن يشكل ذلك الجنون لـ"بن غفير" صراعا بينه وبين وزير الجيش غالنت.
وقالت الصحيفة: "أصبح شهر رمضان، منذ زمن موعداً إسرائيلياً معداً للاضطرابات، لكن الآن، في ظل الحكومة الخطيرة برئاسة رئيس وزراء حاضر – غائب، تطور هذا الشهر ليصبح اختباراً أعلى للوطنية والسيادة؛ أي استعراض عضلات إسرائيلية".
وأضافت الصحيفة: "ثمة مسؤولون كبار في جهاز الأمن شاركوا في نقاش مغلق، بلّغوا عن تخوفهم من الإخطارات المتزايدة بالعمليات، وليس أقل من ذلك سلوك بضعة من أعضاء الحكومة ممن يتخذون القرارات دون تشاور أو محاولة لسماع ما هو موقف قادة جهاز الأمن في المسألة – مثل قرار هدم المنازل رغم الموقف الأمني".
وتابعت: "في الوقت الذي يحتاج فيه المفتش العام للشرطة، كوبي شبتاي، كامل التعاون مع القيادة السياسية المسؤولة عنه كي تجتاز إسرائيل الأعياد بالحد الأدنى من العمليات والخسائر، ها هو يجد أمامه وزيراً معادياً، قومياً متطرفاً، جلاً لا هم له سوى صورته وليس النتائج القاسية التي تسببها تصريحاته".
ولفتت الصحيفة في مقالها إلى أنه "علينا ألا ننسى أن بن غفير لا يعمل في فراغ؛ فهو مدعوم بمساند سياسية عليلة تمتلئ بتقويمات وضع أمنية".
وأوضحت: "المشورة السياسية التي تحذر من مس محتمل بمكانة إسرائيل، يلغونها بدعوى أنها تمس مساً خطيراً بإرادة الناخب وتستسلم لضغوط خارجية".
وقالت: "رئيس الوزراء، في لحظة نادرة من التصميم، وإن قرر تأجيل تسوية أفيتار وإخلاء الخان الأحمر إلى ما بعد شهر رمضان، لكنه لا يزال يعرف أي ثمن سيعطيه للمستوطنين مقابل التأجيل، إذا ما نجح حقاً في تنفيذه".
وختمت الصحيفة مقالها بالقول: "تضم الحكومة أيضاً أعضاء مثل يوآف غالنت وآفي ديختر ممن يعرفون حجم الخطر ومساهمة زملائهم فيه، ولما كان رئيس الوزراء لا يؤدي مهامه، فملقيّ عليهم، وأساساً على وزير الدفاع غالنت، مسؤولية شد الكوابح أمام دواليب الجنون ليكون مصدر حماية كي تتمكن الدولة من اجتياز شهر رمضان وعيد الفصح بسلام نسبي".