وفاء حميد
ثلاثة أسابيع تقريبا بين لقاء العقبة الذي عقد في /26/ شباط الشهر الماضي ، ارتكبت فيها إسرائيل مجزرة دموية قدم فيها الشعب الفلسطيني باقة من الشباب الفلسطيني .
ومجزرة جنين النكراء رسالة لما سيتم تحضيره في شرم الشيخ الذي سيعقد يوم الاحد /19/آذار.
فبعد بيان العقبة بساعات أعلن نتنياهو أن إسرائيل لن تجمد البناء الاستيطاني ، وان البيان أشار فقد على الالتزام بتأجيل الموافقة على مشاريع استيطانية جديدة ،
وليس المضي قدما اي بناء تمت الموافقة عليه بالفعل ، والذي يحدث عموما فقط بعد سنوات من حصوله على الموافقة .
ووافقه الرأي وزير الأمن القومي اليميني المتطرف ايتمار بن غفير الذي قال:" ماحدث في الاردن ، إذا حدث سيظل في الاردن " .
عنجهية فاقت كل الحدود ، فما بعد " العقبة " وقبل "شرم الشيخ " إسرائيل تتبنى سياسة تصعيدية . فالوحدات الخاصة والجيش والمستوطنين والأحزاب الصهيونية الكل الصهيوني يقتل الكل الفلسطيني في جنين ونابلس وحوارة وغزة والقدس ، كل فلسطيني هو مدان ويجب أن يقتل أو يعتقل أو يهجر أو يعيش في دولة الكيان خانعا مستسلما.
اعدامات متكررة تقوم بها قوات الاحتلال على مرأى العالم خاصة في جنين ونابلس ، بحجة أن المقاومين يحضرون للقيام بعمليات ، يوضح أنهم ضحايا ، ومايقومون به من مقاومة هو رد طبيعي على الاحتلال وجرائمه وان كانت المعركة غير متكافئة.
كيف يمكن لاجتماع "العقبة " او "شرم الشيخ" مع كل هذه الأمور أن تؤدي إلى خفض التصعيد وان يوضع الضحية والسفاح في مستوى واحد ومطالبة الطرفين بخفض التصعيد فهي تعكس انحيازا لصالح السفاح ، وتواطؤا مع ممارسته وسياسته على الفلسطينين .
والقضية الفلسطينية والحقوق الفلسطينية ، ليست في رمضان ، ففي شهر رمضان تزداد لدى شباب فلسطين شحنات إيمانية بالإضافة إلى شحنات وطنية تدفعهم إلى التضحية في مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية ، مايؤكد لإسرائيل وغيرها إن القدس والاقصى لن يكون الافلسطينيا ، وسيدافعون عن حقوقهم وتاريخهم مهما فعلت إسرائيل ، ويصادف شهر رمضان مع مناسبة "يوم الارض " والاحتكاك بين الفلسطينين والمستوطنين المدعومين من قبل الشرطة والجيش لن تتوقف في"يوم الارض " بل إنها قد تؤدي إلى اندلاع اشتباكات في مدن وقرى فلسطين التاريخية في أراضي /1948/ بالإضافة إلى الضفة وقطاع غزة .
ومانفع التهدئة والاحتلال مستمر وقائم ، التهدئة المطلوبة إذا كانت فترة تهيء وتمهد ، لإنهاء الاحتلال وغير ذلك فهو يخدم وجود واستمرار الاحتلال ، والاحتلال يسعى لقلع جذور المقاومة الفلسطينية في الضفة والقدس واخمادها، فهي تشعل ثلثي الجيش الاسرائيلي في الأراضي المحتلة ، واجتماع شرم الشيخ لن ينفذ اي أمور تخص الجانب الفلسطيني وبالتحديد في شهر رمضان ، فهي لن تخدم الا اجندة الاحتلال وتعزيز سطوته وسيطرته على الأراضي .
وعلى الفلسطينيين أن يتوجهوا إلى حوار يؤدي إلى توافق ومايخدم القضية الفلسطينة ، ويواجه التصعيد الفاشي .
والسؤال هنا هل سيكون من العقبة في الأردن إلى شرم الشيخ في مصر سلسلة لاستمرار شلال الدم الفلسطيني ؟