غزو العراق.. كارثة تنبأ بها كثيرون
تاريخ النشر : 18 مارس, 2023 11:53 صباحاً

سلطت صحيفة "غارديان" البريطانية في افتتاحيتها على تداعيات الغزو الأمريكي للعراق حتى بعد مرور 20 عاماً عليه، والذي يُصادف ذكراه يوم غد 19 مارس (آذار)، مشيرة إلى أن الحرب "كانت الكارثة التي تنبأ بها الكثيرون".

وتقول الصحيفة إنه "لم يمض وقت طويل حتى تأكدنا من أن الحرب في العراق انطلقت على أساس كذبة وأنه لا توجد أسلحة دمار شامل"، ومهما كان الشعور بالارتياح الذي شعرت به الولايات المتحدة لإسقاطها نظام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، إلا أنه سرعان ما تبدد واستبدل برعب. 

وتضيف الصحيفة أنه لم يتوقف عدد الجثث عن الارتفاع منذ ذلك الحين، وعندما وصلت الذكرى العاشرة، ولد تنظيم داعش الإرهابي من تداعيات الحرب، فقتل مئات الآلاف من المدنيين في أعمال العنف التي تلت ذلك، ونزح أكثر من 9 ملايين عراقي، وقتل الآلاف من أفراد التحالف، معظمهم أمريكيون، وتم تبديد تريليونات الدولارات التي كان من الممكن إنفاقها على تحسين حياة العراقيين، بينما ذهب الكثير من إنفاق البنتاغون إلى خمس شركات ضخمة فقط.

الكوارث تتفاقم

تفاقمت الكارثة، بحسب الصحيفة، بسبب الفشل في التخطيط لما سيحدث بعد ذلك، حيث شاهد العراقيون محطات الكهرباء والكنوز الوطنية تُنهب، بينما كانت القوات الأمريكية تحرس وزارة النفط. ولم يؤجج الفراغ الأمني والطائفية الاستقرار في العراق نفسه فحسب، بل أبعد من حدوده، حيث زحف الإرهاب إلى الغرب أيضاً، بينما جعلت قرارات مسؤولين مثل دعم رئيس الحكومة الأسبق نوري المالكي الأمور أسوأ.

كما أشارت الصحيفة إلى أن الغزو قلص الآمال في تحقيق الاستقرار في أفغانستان، من خلال جذب الانتباه والموارد والقوات، فعززت إيران تواجدها، وتأكدت كوريا الشمالية بأنه من الضروري الحصول على أسلحة الدمار الشامل والدفاع عنها، كما قلصت الرؤى لنظام عالمي قائم على القواعد".
تقول "غارديان" إن "المغامرة العسكرية التي تصورها العديد من لاعبيها على أنها إعادة تأكيد صارخة لسيادة الولايات المتحدة في أعقاب هجمات 11 سبتمبر (أيلول) أضعفت البلاد وقوضتها، خاصة بعد أهوال سجن أبو غريب والوحشية الأوسع ضد المدنيين".
فضلاً عن ذلك، تشير الصحيفة إلى مواقف روسيا والصين والجنوب العالمي، مما أعاق الجهود المبذولة لحشد الدعم لأوكرانيا، قائلة إنه "لم تكن هذه هي المرة الأولى التي تتعارض فيها السياسة الخارجية الأمريكية مع مُثُلها المعلنة، لكنها لم تكن علنية ولا مفر منها منذ فيتنام". 

أمريكا فقدت مصداقيتها

وترى الصحيفة البريطانية أن "التدخل الليبرالي فقد مصداقيته بشدة، حيث ساهمت تدفقات اللاجئين الناتجة عن عدم الاستقرار الإقليمي، إلى جانب الهجمات التي يقودها تنظيم داعش أو المستوحاة منه في أوروبا، في تنامي القومية العرقية وغذت الدعم لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي".
وعلى الرغم من أن العراق يبدو الآن هادئاً نسبياً، إلا أن القوات الأمريكية لا تزال موجودة بسبب المعركة المستمرة ضد داعش، كما أنه مع وجود حكومة الآن، بعد عام من الجمود واندلاع العنف في بغداد، إلا أن الدولة لا تزال غير قادرة على إبقاء الأضواء مضاءة أو توفير المياه النظيفة، بينما تتعثر بفساد المسؤولين.

واختتمت "غادريان" افتتاحيتها بالإشارة إلى أنه "أكثر من نصف العراقيين أصغر من أن يتذكروا الحياة قبل الغزو، يتطلع البعض الآن إلى مجتمع وحكومة تتخطى الطائفية نحو مستقبل أكثر إشراقاً، كما أظهرت حركة تشرين 2019، وعودة ظهور المشاركين في انتخابات 2021. ومع ذلك، فإن الإقبال المنخفض أكد أن البعض قد تخلى عن الديمقراطية، وذلك بفضل الذين تفاخروا بأنهم كانوا يجلبونها لتبرير حربهم.. سنوات عديدة قد تمر قبل أن نحسب تماماً آثار الكارثة التي اندلعت قبل عقدين من الزمن".