دعا وزير الدفاع البريطاني بن والاس، موسكو إلى احترام المجال الجوي الدولي، وذلك بعدما قالت الولايات المتحدة إن روسيا تسببت في تحطم إحدى طائراتها المسيرة في البحر الأسود، الثلاثاء.
وقال والاس، خلال معرض (دي.إس.إي.آي) اليابان الدفاعي في منطقة تشيبا قرب طوكيو: "الأمر المهم هنا هو أن يحترم جميع الأطراف المجال الجوي الدولي، وندعو الروس لذلك.. قال الأمريكيون إنهم يعتقدون أن ذلك لم يكن مهنياً".
كواليس جديدة
وطرحت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" تساؤلاً حول ما إذا كان ذلك حادثاً؟، ووصفت ما حدث بأنه يمثل "لحظة محفوفة بالمخاطر".
وقالت: "بناء على ما حدث من الطائرات الروسية، من الواضح أن الطائرات كانت غير محمية وغير مهنية"، هكذا علّق المتحدث باسم البنتاغون، العميد في سلاح الجو بات رايدر، على الحادث، مضيفاً "أعتقد أن الأفعال تتحدث عن نفسها".
وبحسب البنتاغون، فإن الفترة الزمنية للحادث استمرت 30 دقيقة على الأقل.
وخلال ذلك الوقت، قال الجنرال رايدر إنه لم يكن هناك اتصال مباشر بين الجيش الروسي ونظيره الأمريكي.
ويقول المسؤولون الأمريكيون إنهم يعتقدون أن الطائرات الروسية من طراز Su-27 تعرضت على الأرجح لبعض الأضرار، ما يشير إلى أن الاصطدام قد لا يكون متعمداً.
توتر متصاعد
والحادث الذي شمل مقاتلة روسية من طراز (سو-27) وطائرة مسيرة عسكرية أمريكية من طراز (إم.كيو9) هو أول مواجهة مباشرة من نوعها بين القوتين منذ الغزو الروسي لأوكرانيا قبل أكثر من عام، ويهدد بتزايد حدة التوتر بين واشنطن وموسكو.
وقالت روسيا إنها تنظر إلى الحادث باعتباره استفزازاً.
من جانبها، نقلت وكالة ريا للأنباء الحكومية الروسية عن السفير الروسي لدى الولايات المتحدة أناتولي أنتونوف، قوله الثلاثاء، إن "موسكو تنظر للحادث الذي تضمن طائرة مقاتلة روسية من طراز (سو-27) وطائرة مسيرة عسكرية أمريكية فوق البحر الأسود على أنه استفزاز".
وقال أنتونوف عقب استدعاء وزارة الخارجية الأمريكية له: "ننظر لهذا الحادث باعتباره استفزازاً".
عملية روتينية
وقال قائد سلاح الجو الأمريكي في أوروبا وإفريقيا الجنرال جيمس هيكر: "كانت طائرتنا MQ-9 تقوم بعمليات روتينية في المجال الجوي الدولي، عندما اعترضتها طائرة روسية وصدمتها، ما أدى إلى تحطمها، في الواقع تسبب هذا العمل غير الآمن وغير المهني من قبل الروس في تحطم الطائرتين".
وأضاف البيان أن المقاتلة الروسية كانت تنثر الوقود أمام المسيرة قبل الحادث بطريقة غير مهنية وغير آمنة، وأن هذا الحادث يشكل نمطاً للإجراءات الخطيرة التي يقوم بها الطيارون الروس فوق الأجواء الدولية، بما في ذلك فوق البحر الأسود، مؤكداً أن هذه الأعمال العدوانية خطيرة ويمكن أن تؤدي إلى سوء تقدير وتصعيد غير مقصود.
رسالة قوية
وذكر المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس أن الولايات المتحدة استدعت السفير الروسي إلى واشنطن، الثلاثاء، بعدما أسقطت مقاتلة روسية طائرة مسيرة عسكرية أمريكية فوق البحر الأسود.
وقال برايس للصحفيين في إفادة عبر الهاتف إن السفيرة الأمريكية لدى موسكو نقلت رسالة قوية إلى وزارة الخارجية الروسية، كما أطلع المسؤولون الأمريكيون الحلفاء والشركاء على الحادث.
وقال مسؤول كبير بوزارة الخارجية الأمريكية: "يمكننا تأكيد أنه جرى استدعاء السفير (أناتولي) أنتونوف إلى وزارة الخارجية بعد ظهر اليوم لمقابلة كارين دونفريد مساعدة الوزير لشؤون أوروبا وأوراسيا ومناقشة العمليات الروسية غير الآمنة ولا المهنية فوق البحر الأسود والتي أسفرت عن إسقاط طائرة غير مأهولة أمريكية اليوم".
وأحجم برايس، الذي وصف الحادث بأنه "انتهاك صارخ للقانون الدولي"، عن توضيح رد الفعل الذي تلقته السفيرة الأمريكية لين تريسي من المسؤولين الروس عندما نقلت لهم احتجاج واشنطن. ورداً على سؤال حول جهود استعادة الطائرة المحطمة، أحال برايس الصحفيين إلى وزارة الدفاع.