فتح ميديا – تل أبيب:
هاجمت صحيفة هآرتس، أصحاب القرار في إسرائيل، بعد التقارب السعودي الإيراني وعودة العلاقات بين الجانبين بوساطة الصين.
واعتبرت الصحيفة أن عودة العلاقات بين السعودية وإيران جاء نتيجة ضعف الغرب وإسرائيل.
وقال تسيفي برئيل، في مقال نشرته "هآرتس": "في الساحة السياسية الإسرائيلية، سارع يئير لبيد وبنيامين نتنياهو إلى تبادل اللكمات وكأن كلاً منهما، وهما معاً، مسؤول عن السياسة الخارجية للسعودية، وكأنهما يمليان على الرئيس الأمريكي خطواته، وكأنه يمكنهما رسم صورة الشرق الأوسط".
وأضاف "برئيل": "إن ضعف الغرب وإسرائيل أدى إلى التقرب من إيران، إن أي قوة إسرائيلية – أمريكية تبعد التقارب من إيران".
وتابع: "محمد بن سلمان انتظر وبفارغ الصبر اللحظة التي سيتبين فيها أن نتنياهو غير قادر على تشكيل الحكومة، وبالتالي فقد الأمل من وجود تحالف مناهض لإيران واندفع لعناق آية الله في طهران".
ولفت إلى أن "لائحة الدفاع لدى لبيد فهي مدحوضة بدرجة لا تقل عن ذلك؛ فقد جند اتفاق الطيران بين إسرائيل والسعودية، الذي تم التوقيع عليه في فترة ولايته، ليثبت بأنه هو الذي دفع قدماً بالعلاقات مع السعودية. الآن يمكن انتظار جواب قاطع من نتنياهو يتحدث فيه عن زيارته للسعودية والالتقاء مع بن سلمان كي يدحض ادعاء لبيد".
واستدرك الكاتب الإسرائيلي: "المهم أنه لا أحد منهما تطرق إلى صديقة إسرائيل الكبيرة، الإمارات، التي وقعت معها على اتفاق سلام وتطبيع، ولشدة وقاحتها استأنفت العلاقات مع إيران في آب 2022. في نهاية المطاف، أحد ما مضطر إلى تحمل التهمة أيضاً عن ذلك".
وأكد "برئيل": "حقيقة أن الرئيس السوري بشار الأسد، ورئيس حزب الله حسن نصر الله، قد باركا الاتفاق، ومثلهما أيضاً زعماء في أوروبا وفي البيت الأبيض، هي بلا شك دليل قاطع على أن الاتفاق هدف إلى المس بإسرائيل.".
وأضاف: "هذه مؤامرة دولية، المسؤول عنها بالطبع هو الاحتجاج الجماهيري وكتائب الفوضويين ورافضي الخدمة، ولا سيما الطيارين الذين يضعفون قوة الردع الإسرائيلية ويقضمون قوة التهديد العسكري ضد إيران. وخصوصاً استغلال ساخر لإجازة رئيس حكومة في منصبه من قبل أعداء إسرائيل الذين اعتبروا غيابه عن الدولة فرصة للهجوم والإهانة وتثبيت حقائق على الأرض بشكل أحادي الجانب".
واعتبر أنه "في الوقت الذي تتخذ فيه إسرائيل موقفاً دفاعياً غير ضروري في مواجهة استئناف العلاقات بين طهران والرياض، ينتظر الأسد ونصر الله الأنباء السارة التي سيجلبها التحالف الجديد".
وتابع: "في نهاية السنة الماضية، أوضح بن سلمان بأن نية استئناف العلاقات مع سوريا موجودة. ولكن وجود إيران في سوريا هو الذي يعيق هذه الخطوة، من غير الواضح ما الذي قصده في حينه، لكن يبدو الآن أيضاً أن وجود إيران في سوريا لن يكون عائقاً.
وختم "برئيل" مقاله، متهكما: "حزب الله هو الزبون الآخر للصفقة بين السعودية وإيران، رئيس الحزب على قناعة بأن هذه الصفقة ستساعد أيضاً في حل الأزمة السياسية في لبنان، الحلقة المفرغة في لبنان تتعلق بتعيين رئيس جديد للحكومة، الذي بقي منصبه شاغراً منذ تشرين الأول، في ظل غياب رئيس، فلا حكومة في لبنان إلا على الورق؛ لأن الخلافات حول المرشح المفضل تشل عملية اتخاذ القرار، لا سيما تنفيذ الإصلاح الاقتصادي المطلوب كي يبدأ لبنان في الحصول على المساعدات من الدول المانحة، ولا يوجد يقين بأن إيران والسعودية ستنجحان في إملاء من سيكون الرئيس القادم، لكن احتمالية ذلك أكبر من أي وقت مضى.