استيلاء "الوقف الشيعي" على مسجد سامراء يشعل الغضب في العراق
تاريخ النشر : 08 مارس, 2023 07:21 صباحاً

فتح ميديا - وكالات:

تسبب إعلان العتبة العسكرية التابعة للوقف الشيعي في العراق بتغيير اسم جامع سامراء التاريخي ومدرسته الدينية التابعة للوقف السني، وتسميته بـ"جامع ولي الأمر"، بضجة كبيرة في العراق، وسط دعوات للتراجع عن الخطوة، وتحذيرات من تأجيج الفتنة الطائفية.

ومنذ الأمس، لم تهدأ الانتقادات المنددة بالقرار الذي يمس مكانة المسجد المهم لسامراء والعراق أجمع. وطالب كثيرون على وسائل التواصل الاجتماعي بالتراجع عن الخطوة، معتبرين أنها استفزازاً واضحاً وتثير المخاوف، من إحياء الفتنة الطائفية في المدينة العراقية, 

تحذير

وحذر رئيس لجنة الأوقاف في مجلس النواب العراقي محمود المشهداني، أمس الثلاثاء، من خطوة تغيير اسم جامع سامراء ومدرسته الدينية في محافظة صلاح الدين.
وقال المشهداني في بيان نشرته "السومرية نيوز"، "نستغرب الإجراء غير القانوني لإدارة العتبة العسكرية بالإعلان عن تبديل اسم جامع سامراء الكبير ومدرسته الدينية التاريخية، وتحويل عائديتهما إلى إدارة العتبة بعد أن كان وعلى مدى أجيال طويلة مسجداً للسادة الشافعية، حيث يحتوي المسجد على مقبرة لأئمته الذين تولوا التدريس فيه لفترة طويلة من الزمن". 

وأضاف، "نحذر من المضي بهذه الخطوة المخالفة للقانون والأعراف وقبل ذلك الحكم الشرعي وعلى رأي جميع المذاهب الإسلامية المعتمدة حيث أن شرط الواقف كنص الشارع والمسجد ومدرسته التاريخية تعود ملكيتهما بحجة وقفية مضبوطة إلى الوقف السني".

ولفت المشهداني إلى أن "هذا التصرف غير المحسوب سينعكس سلباً على الوحدة المجتمعية في سامراء"، 

شاهد تاريخي

ومن المعروف، أن المسجد ومنارته الملوية الفريدة، شيدا في القرن التاسع الميلادي، في عصر الخليفة العباسي المتوكل على الله بن الخليفة المعتصم بالله. ويتجاوز عمره الألف عام.

من جهته، قال تحالف "السيادة" الذي يتزعمه رئيس البرلمان العراقي محمد الحلبوسي، إنه "يرفض رفضاً قاطعاً ما أقدمت عليه إدارة العتبة العسكرية في سامراء من إجراء غير مسبوق ولا يتمتع بأدنى درجات الحكمة بتغيير اسم قبة جامع سامراء الكبير التاريخي إلى - صاحب الأمر- والسيطرة عليه وعلى المدرسة الدينية الملاصقة للجامع، والذي كان لمئات السنين ولا يزال مملوكاً لديوان الوقف السني ولأهل السنة والجماعة إلى يومنا هذا".
وأضاف، أن "الإجراء المرفوض الذي لجأت إليه ادارة العتبة يعبر عن رغبة في إحداث التغيير الديموغرافي وإرباك العلاقه المتينه بين مكونات الشعب العراقي ومحاولة خائبة في دق إسفين بين مكونات شعبنا كونه تهديد صريح للسلم المجتمعي والتعايش السلمي بين العراقيين".
وطالب تحالف السيادة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني "بالتدخل العاجل لإيقاف محاولات ايقاد الفتنة والتي لجأت إلى هذا الفعل غير القانوني بلا أدنى شعور بالمسؤولية".

استنكار سني

من جهة أخرى، استنكر ديوان الوقف السني في العراق، ما اعتبره "خطوة استفزازية" بتغيير اسم جامع سامراء الكبير. وأبدى الوقف السني في بيان، "رفضه الشديد لما تتعرض له أوقافه من اغتصاب علني خلال السنوات الماضية"، عاداً هذه الخطوة بـ"التصعيد والاستفزاز للمكون السني في سامراء والعراق". وطالب الوقف السني، الحكومة والمراجع الدينية بالوقوف ضد هذا الإجراء "لإطفاء الفتنة وحفظ السلم المجتمعي" بين مكونات الشعب العراقي.

واعتبر شيوخ ووجهاء مدينة سامراء، عملية الاستيلاء على جامع سامراء الكبير، بأنها اغتصاب، محذرين من خطورة تصرفات العتبة العسكرية في المدينة.

وامتد الغضب الشعبي في العراق إلى وسائل التواصل الاجتماعي، وقال رئيس الحملة العالمية للتضامن مع الشعب العراقي وعضو الإتحاد الدولي للحقوقيين  طارق الهاشمي على تويتر،  إن هذه الخطوة استفزازية، وغرضها إحياء الفتنة الطائفية وضرب التعايش والاستقرار في سامراء والعراق.