استطاع محمد دحلان وبكل ثقة أن يوصل رسائله إلى كل الأطراف ، فكان كعادته الواثق حد اليقين بقوة وقدرة شعبه على إفشال كل المؤامرات وثقته بالمراهنة على هذا الجيل الرافض للخضوع والقادر على التحدي والاستبسال والمقاومة بكافة الطرق والأساليب بحثاً عن الحرية والكرامة ،
فكانت رسالته لهذا الجيل: أنكم أكبر من كل القيادات والمسميات السلطوية ، وأنكم أنتم الأمل بالتغيير والانتصار للوطن ،
ورسالة الى كل الموتورين والمتآمرين ، المرتجفين خوفاً من مرحلة قادمة وطمأنتهم بأنه لا ينافسهم على أي مناصب سلطوية ولا يرغب بالترشح لمنصب الرئاسة ولا أي مناصب سلطوية ، فليرتاحوا ويريحوا أنفسهم من هذا الوهم الذي يشكل لهم رعباً وخوفاً على امتيازاتهم الواهمة ، وأن اهتماماته أكبر من كل هذا التناحر على المناصب ، وأنه يحمل قضية وطن ومشروع وطني ، وعليهم جميعاً أن يتركوا هذا التناحر علي المناصب والانتباه للاحتلال ولأنفسهم ولقضايا وطنهم وحقوق شعبهم ، فالمشكلة هي بالاحتلال ، ومازال لديهم الفرصة لتصويب البوصلة إن أرادوا ذلك ،
ورسالة لكل الفصائل والنخب السياسية بأن قوتنا بوحدتنا وتكاتفنا والتوافق على برنامج وطني قادر على التحدي والانتصار لوطننا وشعبنا وقضيتنا وحقوقنا ،
ورسالة لمحمود عباس والنظام السياسي الفلسطيني بالخروج من هذا الركود السياسي والانقسام والتشرذم والتوجه نحو وحدة وطنية ومصالحة شاملة وترميم البيت الفلسطيني وإعادة صياغة النظام السياسي وفق رؤية وطنية شاملة ، والإعلان عن دولة فلسطينية على حدود عام 1967 وفق القرارات الدولية ، أو العمل لخيار الدولة الواحدة ، والعودة الى الشعب ليقول كلمته من خلال صندوق الاقتراع عبر انتخابات رئاسية وتشريعية ومجلس وطني ،
ورسالة الي المجتمع الدولي بأن الشعب الفلسطيني يبحث عن وطن يعيش به بكل الحرية والكرامة ، وأن أوسلو وكل الاتفاقيات فشلت بسبب تعنت الاحتلال وعجز المجتمع الدولي عن إلزام الاحتلال بأي قرارات وأي حلول ، وأن حل الدولتين فشل في ظل حكومة صهيونية يمينية متطرفة أنهت ودمرت أي أمل بحل الدولتين ، وأن الحل هو دولة واحدة بقوميتين لشعبين يتمتع بها الجميع بكافة الحقوق ،
ورسالة للاحتلال أن تطرفكم وارهابكم لن يكون إلا وبالاً عليكم وأن جرائمكم لن تزيد شعبنا إلا مزيداً من الإصرار والتحدي والاستمرار بالمقاومة ضد الاحتلال والتصدي لكل مشاريعكم الاستيطانية ،
رسائل عديدة أرسلها دحلان وتفكير خارج الصندوق ، وبمثابة خارطة طريق لإفشال المشاريع الصهيونية ، وعبارة عن برنامج لتيار الإصلاح الديمقراطي بحركة فتح بالإعلان عن فشل أوسلو وكل الاتفاقيات وما هي إلا إضاعة للوقت بلا جدوى ، وانهيار حل الدولتين في ظل تغول الاستيطان وجرائم جيش ومستوطني حكومة اليمين المتطرف ، وضرب الاحتلال بعرض الحائط بكل الاتفاقيات والقرارات الدولية ، فلم يبقى خيار لحل الدولتين ، وأن الخيار والمطلوب الآن هو خيار الدولة الواحدة ، ويجب العمل لطرح هذا الخيار بكل جدية حتي لو رفضه الاحتلال ،
ما أعظمك يا أبو فادي تربكهم بكل الاوقات ، يرتعبون خشية منك لو ترشحت وخضت المنافسة بالانتخابات ، ويرتعبون أكثر حين أعلنت عدم نيتك الترشح والمنافسة ، يخافون من قربك ويخافون من ابتعادك ، يرتعبون من المصالحة ووحدة فتح ويرتعبون من اقصائك وابعادك ، فماذا يريد هؤلاء المرتجفون ؟؟؟!!!
لله درك يا دحلان ما أعظمك ، وستبقى فوبيا دحلان رعباً يطاردهم بكل وقت ،
ملاحظة / حتى لو أعلن دحلان عدم نيته الترشح للرئاسة فهذا قرار مرتبط بتيار الإصلاح الديمقراطي بحركة فتح الذي يتزعمه محمد دحلان والتيار من خلال مؤسساته يبقى له القرار ، ولكل حدث حديث .