لا شك أن المنظومة الغربية ترغب وتسعى لتعزيز قوى اليسار الإسرائيلي، لأنها ستكون أول المتضررين من هذا التطرف الذي يجتاح مكونات دولة الاحتلال، وهو أمرٌ سيكون له ارتداداته السلبية على الغرب، لكن التركيبة الديمغرافية ستكون حائلًا في عملية التأثير والتغيير.
صحيفة (إسرائيل هايوم) تكشف إقبال إسرائيلي كبير على الجنسيات الأوروبية والهجرة، وأغلب اليهود المتقدمين بطلبات الهجرة وإعادة الجنسية هم من اليهود العلمانيين واليساريين، بالمقارنة مع إزديادٍ واضحٍ في عدد اليهود الحريديم في المجتمع الاسرائيلي؛ بحسب إحدى الدراسات التي أعدها مركز (مدار)، حيث تقول الدراسة: "هذه المجموعة (وهي المُتغيّر الأهم في الدراسة) واستناداً إلى غياب البيانات الدقيقة حول أعدادها، تتكون من قطاعاتٍ فرعيةٍ وتنمو بسرعةٍ كبيرة، ويُمكن الحصول على مؤشّرات حول النمو السريع لهذه المجموعة من خلال الزيادة المُضطردة لعدد الطلاب في المؤسسات الأرثوذكسية المتطرّفة، وزيادة أعدادهم في تجمّعاتهم السكّانية، وتتركّز هذه المجموعات في عائلاتٍ كبيرةٍ وأعمارٍ صغيرة؛ وحتى لو انخفض معدّل المواليد في أوساط هذه المجموعة بشكلٍ كبيرٍ خلال السنوات القادمة؛ إلاّ أن التركيبة العمرية الصغيرة تضمن لهم نموًا مرتفعًا في العقدين المُقبلين بسبب عدد النساء الكبير نسبياً في سنّ الإنجاب".
بلغ عدد اليهود الحريديم في العام 2020 قرابة 1.07 مليون شخص، أي ما نسبته 11.5% من مجموع السكّان، و15.6% من السكّان اليهود فقط، حيث أن نسبة النمو لهذه المجموعة تبلغ حوالي 4.4% سنوياً (24% خلال السنوات الخمس الماضية) وهي نسبة كبيرة وغير مُعتادة في العالم سببها معدّل الخصوبة المرتفع للنساء الحريديات (6.6 طفل للمرأة الحريدية مقارنة بـ 2.1 طفل للمرأة العلمانية)، وهذه البيانات بالإضافة إلى الرغبة في العيش في أماكن محدّدةٍ تُساعد في خلق كثافة سكّانية عالية في هذه المجموعة (في مدينة بني براك مثلاً يسكن 26 ألف شخص في كل كيلومتر مربع وفق إحصائية العام 2017، ما يجعلها واحدة من أكثر المدن التي تضم كثافة سكّانية في العالم وهي مُعطيات مُشابهة لتلك الموجودة في منهاتن، نيويورك).
الخلاصة: كل المؤشرات تؤكد بأن المجتمع الصهيوني مقبل على الجنوح أكثر نحو اليمين الديني والصهيوني، ونسبة التغيير ضئيلة، وعلى أوروبا التي كانت مصدر هجرات اليهود إلى فلسطين أن تستعد لاستقبال أحفادهم قريبًا.