فتح ميديا – غزة:
أكد الكاتب والمحلل السياسي، محمد أبو مهادي، أن دولة الاحتلال الإسرائيلي لن تتوقف عن سياسة الاغتيالات بحق الشعب الفلسطيني وقيادته وقادة مقاومته، لأن سياسة الاغتيالات نهج اتبعته إسرائيل على مدار تاريخ احتلالها للشعب الفلسطيني.
وقال أبو مهادي في تصريحات صحفية له مساء الاثنين: " إسرائيل لم تستطع إنهاء مقاومة الشعب الفلسطيني، ولم تستطع وضع حد لإصرار هذا الشعب على السعي الدائم نحو محاولة الانعتاق الكامل من الاحتلال بكافة مظاهره."
وأضاف: "إن اغتيال الفلسطينيين هي سياسة إسرائيلية متواصلة ومستمرة، كما أن الجرائم التي يقترفها الاحتلال على مدار عشرات السنوات مازالت مستمرة، ولكنها فشلت في قتل الروح الكفاحية عند أبناء الشعب الفلسطيني."
وأشار أبو مهادي، إلى أن الشعب الفلسطيني أثبت باستمرار أن لديه القدرة على الابداع، وإنتاج مجموعات مقاومة حتى لو كانت حالات فردية، وهذا ما أعلنت إسرائيل خشيتها منه على الدوام، حيث كان يزعجها ظواهر العمل الفدائي الفردي، كما كان يزعجها العمل الفدائي الجماعي.
وكشف: أن إسرائيل تفهم جيداً أن هذه الظاهرة مرتبطة بنضال الشعب الفلسطيني، ولا يمكن الإجهاز عليها أو قتلها، سواء كان النموذج الأخير المتمثل في عرين الأسود، أو غيرها من الفصائل الفلسطينية، والمجموعات التي تقارع الاحتلال وتقاتل مستوطنيه وجنده الذين يعدمون الفلسطينيين بشكل واضح وأمام عدسات وسائل الإعلام، ففي كل يوم هناك مشاهد إعدام وعنف واجرام كفيلة بأن ترسل الكثير من قادة الاحتلال إلى محاكم جرائم الحرب لو كان هناك قيادة فلسطينية، وموقف فلسطيني رسمي بهذا الاتجاه.
وأوضح أبو مهادي، أنه لا يمكن الإجهاز على مقاومة ونضال الشعب الفلسطيني وهذه معادلة طبيعية، مشيراً إلى أنه حصل اتفاق سابق قبل سنوات في عهد حكومة د.سلام فياض، عندما قام مطلوبون فلسطينيون بتسليم أنفسهم إلى أجهزة السلطة، وتم تسوية أوضاعهم مع إسرائيل، ولكن سرعان ما أنتج الفلسطينيون مقاومين جدد.
وأكد أن إسرائيل تفهم وتدرك أن جرائمها التي تمارسها في الضفة الغربية والقدس وغزة هي تولد ردود أفعال، هذه الظواهر هي ردود أفعال على الاحتلال أولاً، ووجوده على الأراضي الفلسطينية، كما أنها بحكم السياق الطبيعي للفلسطينيين الذين يسعون للتحرر والاستقلال، ولا يمكن أن يقبلوا بإبقاء هذا الاحتلال للأبد جاثماً فوق أرضهم، فهم يقاومون وهذا منطق الحياة وسيرورة التاريخ، فكل المجتمعات التي وجد بها احتلال وجد فيها مقاومة.
وبين أبو مهادي، أن المجموعات المقاومة الفلسطينية هي مجموعات تحاول الدفاع عن كرامة الشعب الفلسطيني، وأن تؤذي الاحتلال على جرائمه، وأن تضع حداً لعصابات المستوطنين الذين أصبح لهم تمثيل قوي في الكنيست الإسرائيلي ويمثلهم رموز متهمون بالإرهاب وقضايا جنائية، وبهم مواقفهم العنصرية المعلنة، وكراهيتهم وعدائهم للعرب.
وحول نظرة إسرائيل للمجموعات الفلسطينية المقاومة، والتي ضنت أنها تلاشت بعد عدد من عمليات الاغتيال التي قامت بها قوات الاحتلال، قال أبو مهادي :"يجب أن تراعي عيون الأسود وغيرها من المجموعات، أن الاحتلال يستفزها ويغضبها غموضها، وما هذه العروض العسكرية إلا تلبية لرغبات أمنية عند إسرائيل، فلتعلن إسرائيل أن هذه المجموعات قد انتهت وتصفيتها، ولكن أن نستعرض قوتنا في الشارع فهذا أمر غير مقبول، فنحن لسنا دولة ولسنا جيش، فسر قوة المجموعات التي تقاوم الاحتلال في الضفة الغربية يكمن في غموضها، ومن هنا يجب أن تبتعد عن ردات الفعل وعدم الاستجابة لإسرائيل التي تطلق تصريحات غرضها الأول أمني، فعندما ينضم عرض عسكري في الضفة فهم يقولون للاحتلال تتبعونا، حيث أن تلك العروض تلحق الضرر بعمل تلك المجموعات، وفي نفس الوقت إسرائيل تستغل الأمر إعلامياً.