العويصي: كان ياسر عرفات ظاهرة وطنية فريدة ويبقى أيقونة نضال لا تتكرر
تاريخ النشر : 11 نوفمبر, 2022 11:27 صباحاً

فتح ميديا - غزة:

أكد أمين سر قيادة حركة فتح بساحة غزة الدكتور صلاح العويصي، أن القضية الفلسطينية فقدت الكثير من أبعادها الوطنية والإقليمية والدولية برحيل ياسر عرفات، إذ كان مركز كل القوى الوطنية من أقصى يسارها إلى أقصى يمينها، كان محور أساسي ترتكز اليه كل الفعاليات الوطنية والثورية.

وقال في تصريح له بمناسبة الذكرى ال 18 لاستشهاد الرمز ياسر عرفات: " إن ياسر عرفات أتقن وحده فن السياسة والدبلوماسية وفن الوطنية والثورة والعمل الفدائي، بالإضافة إلى العلاقة المميزة التي نسجها ياسر عرفات مع المجتمع الدولي والتي تتوجت بخطابه الشهير في الأمم المتحدة في 13/11/1974م، والذي استطاع من خلاله أن يقنع العالم أجمع بأن هناك شعب تم تهجيره من أرضه وأن قضيته عادلة وأن الشعب الفلسطيني مستعد ليسلك كل الطرق من أجل استعادة حقه التاريخي، بعد أن سادت الفكرة الصهيونية بأن فلسطين هي أرض بلا شعب لشعب بلا أرض."

وأضاف العويصي: "بفقدان ياسر عرفات فقدنا روح الوحدة الوطنية التي كانت تجتمع بين يديه، تختلف معه لكنها لم تختلف عليه كأيقونة نضالية لن تتكرر مرتين."

وأوضح، أن ياسر عرفات استطاع أن يؤسس حركة وطنية متقدمة في ظل تراجع عربي ودولي وتغول قوى الاستعمار، حيث شكل بذلك أسطورة لأنبل ثورة وطنية في التاريخ، استطاعت أن تحول آلاف اللاجئين في العواصم العربية إلى قوى ثورية، واستطاع أن يغير نظرة العالم إلى القضية الفلسطينية وعدالتها، لذلك آمن الكثيرون من ثوريي العالم بقدسية الثورة الفلسطينية وعدالتها، هذا الإنجاز الوطني الكبير لم يكن ليتحقق لولا وجود ياسر عرفات.

وأضاف العويصي، :"أن فتح التي أسسها ياسر عرفات لم تفقد هيبتها، ما حدث هو أنه برحيل ياسر عرفات، وصعود قيادة براغماتية وديماغوجية على رأس قيادة حركة فتح، تخلت شيئاً فشيئاً عن أدبيات الحركة ونهجها ونظامها، وأصبح الأمر خاضع لاجتهادات خارجة عن العرف الوطني والخط الثوري لفتح، وحين ذابت مؤسسات منظمة التحرير في مؤسسات السلطة، حدث تراجع كبير في البعد الثوري والوطني لحركة فتح".

ووجه رسالة لأبناء حركة فتح في ذكرى استشهاد ياسر عرفات، في ظل ضعف الحركة وتراجعها، قائلاً:"رسالتنا التي نكررها دوماً ونبرق بها لكل فتحاوي، بأن وحدة الحركة هي النقطة الأساسية التي تفترض بنا الانطلاق منها نحو بناء هيئات فتح التنظيمية على أسس وطنية تستند الى النظام الأساسي للحركة، لأن فتح هي ضمانة الحالة الوطنية العامة، ولن يتحقق أي تقدم على المستوى الوطني ما لم تتحد فتح تحت قيادة لا تنتهج الإقصاء والتفرد كأدوات لتكريس وجودها.

وتحدث العويصي، عن بعض الشواهد والمشاهد عن ياسر عرفات القائد الوحدوي والأب الجامع، قائلاً:"من تلك المواقف التي لن تمحى من تاريخ الشعب الفلسطيني هو وقوف الراحل أبو عمار أمام الجمعية العمومية في الأمم المتحدة عام 1974 وخاطب العالم أجمع، وقال 'أتيت اليكم بغصن الزيتون في يدي وبندقية الثائر في يدي الاخرى فلا تسقطوا غصن الزيتون من يدي، وفي عام 1988 وقف أبو عمار في قاعة قصر الصنوبر بالعاصمة الجزائرية وأعلن قيام دولة فلسطين، وظهر في احدى الصور ممسكا بيد الرئيس الجزائري الشاذلي بن جديد".

وأضاف العويصي:"وفي حصار المقاطعة في رام الله الذي كان على أشده لم يمنعه من التواصل مع من يحب من أبناء شعبه، حتى وإن كانوا قاده لفصائل فلسطينية أخرى فقد ظهرت صور عدة وهو يصافح الشهيد أبو علي مصطفى، وصور أخرى له وهو يقبل الشهيد الشيخ أحمد ياسين عند لقائمها في غزة عام 1997.