في الذكرى ال18 على استشهاد الرمز ياسر عرفات نقف اليوم بكل إجلالٍ وإكبارٍ على بوابة محراب الشهادة والشهداء، حيث تنحني الهامات وتنتفض الإرادات وتتجلي عظمة الرجال، في ذكرى ستظل محفورةً في القلوب، وراسخة في الوعي الوطني والوجدان الإنساني، ذكرى غياب الحضور وحضور الغياب للشهيد والرمز الخالد أبو عمار، بكل ما في اللحظة من ألمٍ وحسرةٍ تسكن شعبنا، الذي ما يزال يرى فيه الرمز النضالي وباعث الأمل على درب الحرية والاستقلال، فمنذ الحادي عشر من نوفمبر عام 2004 وحتى اليوم ما زلنا نفتقد الياسر بيننا، ونشعر كل لحظةٍ بفاجعة الغياب.
نتلمس في هذه الذكرى خطى العمار ياسر بكل الوفاء لوصاياه العظيمة واستلهام روحه الطاهرة، التي ترسم خارطة الفعل الوطني بثوابته المقدسة، فما زلنا نفتقده ونبكيه، ولكننا نشعر بالخيبة ويسيطر علينا إحساس التقصير بحق من أضاء لنا طريق الحرية والكرامة، إذ أنه وبعد ثمانية عشر عاماً لم تظهر بعدُ نتائج التحقيق في عملية الاغتيال الصامت له بالسم الإسرائيلي، ولم يتم الكشف عن أيادي الغدر والخيانة التي شاركت في اغتياله، بالرغم من توالي لجان التحقيق الرسمية التي شكلها رئيس السلطة، وظلت نتائجها طي الكتمان، في ظروفٍ ومعطياتٍ تثير الشك والريبة، واستثمار هذه الأجواء الضبابية المحيطة بعملية الاغتيال الجبانة في توزيع التهم جزافاً، بالغمز واللمز على الآخرين
وحتى يومنا هذا نطالب بالإعلان عن نتائج التحقيق، باعتبارها حقاً مشروعاً لكل مواطن فلسطيني وكل أحرار العالم.
وفي ذكراه نحن على عهد الياسر باقون حتى النصر، لا يضيرنا من يعادينا، ونمد أيدينا لمن واصل الدرب، على قاعدة الفعل النضالي والتمسك بالثوابت الوطنية.
في ذكراك أيها الزعيم الخالد والرمز القائد لن ننساك، فأنت حيٌ فينا وبيننا، نسير على دربك ونكمل المشوار، لم ولا ولن نحيد عن دربك مهما غلت التضحيات، وستبقى راية الفتح عالية خفاقة تتوارثها الأجيال، حتى تحقيق حلمك المقدس بالحرية والاستقلال.
وإنها لثورة حتى النصر.