فتح ميديا - غزة:
في تمام الساعة الثانية مساءً من يوم السادس من أكتوبر عام 1973، اندلعت حرب أكتوبر أو حرب العاشر من رمضان كما تعرف في مصر التي شنتها كلٌ من مصر وسوريا في وقتٍ واحدٍ على إسرائيل.
بدأت الحرب بتنسيق هجومين مفاجئين ومتزامنين على القوات الإسرائيلية؛ أحدهما للجيش المصري على جبهة سيناء المحتلة وآخر للجيش السوري على جبهة هضبة الجولان المحتلة. وقد ساهمت في الحرب بعض الدول العربية سواء بالدعم العسكري أو الاقتصادي.
حيث قامت القوات المصرية بإختراق خط عسكري أساسي في شبه جزيرة سيناء هو خط بارليف. وكادت الحرب أن تؤدي إلى مواجهة بين القوتين النوييتين العظمتين الولايات المتحدة والاتحاد السوڤيتي، وقدمت كلا الدولتين المساعدات لحلفائها أثناء الحرب.
هدفت مصر وسورية إلى استرداد الأرض التي احتلتها إسرائيل بالقوة، بهجوم موحد مفاجئ، في يوم 6 أكتوبر الذي وافق عيد الغفران اليهودي، هاجمت القوات السورية تحصينات وقواعد القوات الإسرائيلية في مرتفعات الجولان، بينما هاجمت القوات المصرية تحصينات إسرائيل بطول قناة السويس وفي عمق شبه جزيرة سيناء. وقد نجحت سوريا ومصر في تحقيق نصر لهما، إذ تم اختراق خط بارليف، خلال ست ساعات فقط من بداية المعركة، بينما دمرت القوات السورية التحصينات الكبيرة التي أقامتها إسرائيل في هضبة الجولان، وحقق الجيش السوري تقدم كبير في الايام الأولى للقتال مما أربك الجيش الإسرائيلي كما قامت القوات المصرية بمنع القوات الإسرائيلية من استخدام أنابيب الناپالم بخطة مدهشة، كما حطمت أسطورة الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر، في سيناء المصري والجولان السوري، كما تم استرداد قناة السويس وجزء من سيناء في مصر، وجزء من مناطق مرتفعات الجولان ومدينة القنيطرة في سورية.
وفي 12 أكتوبر/تشرين الأول 1973، أي بعد 6 أيام من بدء الحرب، استغاثت رئيسة الوزراء الإسرائيلية غولدا مائير بأميركا التي أقامت جسرا جويا غير مسبوق في تاريخها لنقل أسلحة متطورة إلى إسرائيل، بينما كان القتال مستمرا لتجنب ما وصفه وزير الخارجية الأميركي هنري كيسنجر بالكارثة.
وعبرت القوات المصرية قناة السويس ورفعت علم مصر على أرض سيناء بعد تحريرها من الأعداء، في أعظم ملحمة عسكرية وطنية مصرية أذهلت العالم بأسره، ففي الوقت الذي هاجم فيه 2000 من المدافع المصرية القوات المتواجدة بشرق قناة السويس، وكانت هناك 222 طائرة مقاتلة تعبر قناة السويس.
ونفذت ضربات جوية على الأهداف الإسرائيلية للضفة الشرقية من قناة السويس، واستهدفت المقاتلات الحربية وبكفاءة عالية المطارات ومراكز القيادة ومحطات الرادارات والاعاقة الالكترونية وبطاريات الدفاع الجوي وتجمعات جنود الاحتلال والمدرعات والنقاط الحصينة لخط "برليف"، ومن ثم رجعت الطائرات إلى قواعدها بسلام بخسائر بسيطة لا تكاد تُذكر، علاوةً على ذلك قامت مئات المدافع المصرية بضرب تحصينات خط برليف المتواجدة في الناحية الشرقية من قناة السويس بمعدل قذيفة كل ثانية ونصف.
قد عبر 30 ألف عسكري مصري قناة السويس في 2500 مركب مطاطي تحت هدير المدافع وتمكنت القوات المصرية من تحقيق أهدافها من شن الحرب على إسرائيل، وكانت هناك إنجازات ملموسة في الأيام الأولى للمعارك.
مشاركة حركة فتح وقوات الثورة الفلسطينية
وكان لحركة فتح وقوات الثورة الفلسطينية شرف المشاركة في المعركة ومساندة جيش مصر الشقيقة على حدود التماس وخلف خطوط العدو، فقد دعى الرئيس السادات وقبل الحرب بعدة ايام الشهيد ياسر عرفات لزيارة القاهرة فتوجه عرفات برفقة كل من خليل الوزير " ابو جهاد " وصلاح خلف "ابو اياد"وخالد الحسن "ابو السعيد" وسعد صايل "ابو الوليد" وجميعهم أعضاء في اللجنة المركزية لفتح.
و تحدث الرئيس السادات مع وفد فتح عن خطط مصر المستقبلية، وابلغهم بأنه سيشن حرب لعبور القنال وتحرير سيناء في شهر اكتوبر وكان ذلك اللقاء في شهر ايلول (سبتمر ) 1973 وكان ياسر عرفات وإخوانه في قيادة فتح هم الوحيدين الذين ابلغهم السادات بموعد المعركة التي ستخوضها مصر بشكل مؤكد.
ولم تفت ابو عمار الفرصة بدفع جيش التحرير الفلسطيني بالمشاركة في حرب 1973 على الجبهتين المصرية والسورية واخذ يتحدث عن الجبهة الثالثة التي فتحتها فعلاً على الرغم من التعتيم الاعلامي آنئذ الى ان اعترف العدو بذلك عندما وقف مندوبه في الأمم المتحدة عشية بحث مجلس الأمن في قرار لوقف الحرب على جبهتي القتال ليقول ان حكومته تشترط كذلك التزاماً عربياً بايقاف النار على الجبهة الثالثة التي يحارب فيها الفلسطينيون.
المشاركة الفلسطينية الميدانية على الجبهة المصرية: "قوات عين جالوت" والتي عملت بامرة الجيش المصري قبل اندلاع الحرب وقد اسندت اليها مهام ضمن خطة العمليات على الجبهة المصرية والحقت بالجيش الثالث بمهمة الدفاع خلف منطقة العبور وقامت بدفع مجموعات استطلاع امام دفاعاتها حيث تمكنت من التبليغ عن الاعمال الاولى للخرق الاسرائيلي في منطقة الدفرسوار يوم 16/10/1973 كما قامت بالتصدي للوحدات الاسرائلية التي تسللت خلف مواقعها وخسرت 30 شهيداً و70 جريحاً ويؤكد عبد الرازق المجايده رئيس اركان قوات عين جالوت في حرب اكتوبر ان قوات عين جالوت اصطدمت مع طلائع القوات الاسرائيلية التي عبرت غرب القنال ودار قتال عنيف امام دفاعتا مما اضطر القوات الإسرائيلية إلى التراجع والالتفاف بعيداً عن مواقعنا وقد ابلغنا العمليات الحربية المصرية بذلك ونضيف وقد قاتل معنا قوة اساسية من قوات العاصفة التابعة لحركة فتح.
قد كانت قوات عين جالوت تشارك بثلاثة كتائب وهي ك 39 والتي يقودها الرائد حسن ابو لبدة وك 49 والتي يقودها الرائد نمر حجاج ، وك 59 والتي يقودها الرائد محمد ابو مهادي وكانت القوات بقيادة العقيد منصور الشريف، وقد الحقت بالقوات الفلسطينية ثلاثة كتائب مدفعية بقيادة المقدم صلاح الدين عبد الرحمن وقد سجلت قوات عين جالوت نجاحاً واضحاً في الجهد الجماعي للقوات العربية المتمركزة في منطقتها الى جانب اختيار مجموعات قتال تم اختيارها للعمل خلف خطوط العدو بامرة الجيش الميداني الثاني تم دفعها مع الوحدات الخاصة المصرية.
بالتفاهم المسبق بين القيادة المصرية والفلسطينة تم ارسال قوات اضافية مكونة من مجموعات خاصة من الضفادع البشرية ومن مقاتلي حركة فتح اسندت لهم مهام خاصة في اطار خطة الحرب.
وفي احتفال رسمي بعد انتهاء الحرب وجهت دعوة رسمية للرئيس ياسر عرفات من الفريق اول احمد اسماعيل علي لزيارة الجبهة المصرية تم وضع ارفع وسام على العلم الفلسطيني تقديراً للمشاركة الفلسطينية في القتال على الجبهة المصرية.