فتح ميديا- رام الله:
طالبت عائلة الأسير المريض ناصر أبو حميد بالإفراج عنه قبل استشهاده، والسماح له بقضاء أخر أيامه بين عائلته.
جاء ذلك خلال مؤتمر عاجل عقدته العائلة في رام الله مساء اليوم حول وضعه الصحي بناءً على التقرير الطبي الذي تسلمه أبو حميد يوصي " بالإفراج عنه لقضاء أخر أيامه بين عائلته بعد دخوله مرحلة الميؤوس من حالته.
وقال شقيقه ناجي أبو حميد أن ناصر نقل أمس إلى مستشفى أساف هاروفيه ليتلقى نتائج الفحوصات والتصوير الطبقي الذي أجراه لكامل جسده، واليوم عاد إلى عيادة سجن الرملة بالتقرير الذي يشير إلى أنه يعيش أيامه الأخيرة.
وقال شقيقه " مطلبنا الوحيد الآن أن يحمل على اكتافنا ويدفن بجانب شقيقه الشهيد عبد المنعم لا أن يحتجز جثمانه في ثلاجات الاحتلال".
وأكد نادي الأسير الفلسطيني في تصريح صحفي، عصر اليوم، أن الأسير ناصر أبو حميد المصاب بالسرطان وصل مرحلة الاحتضار
وقال النادي:" إن تقرير طبي جديد يفيد بأن الأسير القائد ناصر أبو حميد المصاب بالسرطان يحتضر"، داعياً وسائل الإعلام كافة، والصحفيين إلى حضور المؤتمر الصحفي الهام في مقر جمعية نادي الأسير الفلسطيني في رام الله، للوقوف على آخر المستجدات بشأن الوضع الصحي للأسير ابو حميد، وذلك بحضور عائلته، الساعة السادسة من مساء اليوم.
والأسير أبو حميد، واحد من بين 23 أسيرا مصابين بالسرطان والأورام بدرجات مختلفة، ويحتاجون إلى رعاية صحية خاصة وحثيثة، في الوقت الذي تتعمد فيه سلطات الاحتلال إلى ممارسة سياسة الموت البطيء بحقهم.
يذكر أن الأسير أبو حميد (49 عاما)، من مخيم الأمعري في رام الله، معتقل منذ عام 2002 ومحكوم بالسجن سبعة مؤبدات و50 عاما، وهو من بين خمسة أشقاء يواجهون الحكم مدى الحياة في المعتقلات، وكان قد تعرض منزلهم للهدم مرات عدة على يد قوات الاحتلال، كان آخرها خلال عام 2019، وحُرمت والدتهم من زيارتهم لسنوات عدة، وفقدوا والدهم خلال سنوات اعتقالهم.
ويشار إلى ان الوضع الصحي له بدأ بالتدهور بشكل واضح منذ شهر آب/ أغسطس 2021، حيث بدأ يعاني من آلام في صدره إلى أن تبين بأنه مصاب بورم على الرئة، وتمت إزالته وإزالة قرابة 10 سم من محيط الورم، ليعاد نقله إلى سجن "عسقلان" قبل تماثله للشفاء، ما أوصله لهذه المرحلة الخطيرة، ولاحقا وبعد إقرار الأطباء بضرورة أخذ العلاج الكيميائي، تعرض مجددا لمماطلة متعمدة في تقديم العلاج اللازم له، إلى أن بدأ مؤخرا بتلقيها.
والأسير أبو حميد من مخيم الأمعري/ رام الله، معتقل منذ عام 2002، ومحكوم بالسجن المؤبد سبع مرات و(50) عاما.
أبرز المعلومات والمحطات النضالية في حياة الأسير ناصر أبو حميد:
ولد في 5 تشرين الأول/ أكتوبر عام 1972 في مخيم النصيرات بغزة، وبدأت مسيرته النضالية منذ الطفولة، حيث واجه الاعتقال لأول مرة وكان يبلغ من العمر 11 عاما ونصف، كما أصيب برصاص الاحتلال وكانت إصابته بليغة.
تعرض للاعتقال الأول قبل انتفاضة الحجارة عام 1987 وأمضى أربعة أشهر، وأعيد اعتقاله مجددا وحكم عليه بالسجن عامين ونصف، وأفرج عنه ليعاد اعتقاله للمرة الثالثة عام 1990، وحكم عليه الاحتلال بالسجن المؤبد، أمضى من حكمه أربع سنوات حيث تم الإفراج عنه مع الإفراجات التي تمت في إطار المفاوضات، إلى أن الاحتلال أعاد اعتقاله عام 1996 وأمضى ثلاث سنوات.
وإبان انتفاضة الأقصى عام 2000 انخرط أبو حميد في مقاومة الاحتلال مجددا، واعتقل عام 2002، وحكم عليه الاحتلال بالسجن المؤبد سبع مرات و(50) عاما وما يزال في الأسر حتى اليوم.
واجه الأسير أبو حميد ظروفا صحية صعبة جراء الإصابات التي تعرض لها، وخلال العام المنصرم تفاقم وضعه بشكل ملحوظ تحديدا في شهر آب/ أغسطس، وتبين أنه مصاب بورم في الرئة.
وخلال الفترة التي سبقت ظهور المرض، واجه الأسير أبو حميد سياسة الإهمال الطبي المتعمد والمماطلة في تقديم العلاج، عدا عن ظروف السجن القاسية، تحديدا في "عسقلان" الذي يعتبر من أسوأ السجون من حيث الظروف، ومع ذلك تحتجز فيه مجموعة من الأسرى المرضى.
وفي 19 تشرين الأول/ أكتوبر العام الماضي 2021، خضع لعملية جراحية في مستشفى "برزلاي" الإسرائيلي، لاستئصال الورم في الرئتين، ونقل مجددا بعد فترة وجيزة إلى سجن "عسقلان".
والأسير أبو حميد هو من بين خمسة أشقاء يواجهون الحكم مدى الحياة في سجون الاحتلال، حيث اعتقل أربعة منهم عام 2002 وهم: نصر، وناصر، وشريف، ومحمد، إضافة إلى شقيقهم إسلام الذي اعتقل عام 2018، ولهم شقيق سادس شهيد وهو عبد المنعم أبو حميد، كما أن بقية العائلة تعرضت للاعتقال، وحرمت والدتهم من زيارتهم لسنوات، وفقدوا والدهم خلال سنوات اعتقالهم، كما وتعرض منزل العائلة للهدم خمس مرات، آخرها عام 2019.