فتح ميديا-غزة
كتب توفيق أبو خوصة
غزة تسعى للتهدئة والضفة تسارع الخطى نحو المقاومة الشعبية السلمية منها و المسلحة.
تحولات فارقة وخيارات متغيرة:
إن ما تشهده الضفة الغربية من أحداث يشير بوضوح إلى بوصلة الفعل على الأرض التي تعزز توجهات الإشتباك الدائم مع المحتل، عبر مسلسل متواصل من المبادرات الكفاحية في مواجهة الإحتلال الإسرائيلي و قطعان المستوطنين بالإيذاء و الإدماء مما يسهم في توسيع دائرة الإنتشار و التفاعل مع ضرورات الواقع التي تقتضي إنضمام جيل جديد من الشباب للمعركة.
إن العملية العسكرية واسعة النطاق التي أسماها الاحتلال " كاسر الأمواج " يوميا تحصد المزيد من الفشل بالرغم مما يصاحبها من حملات الإغتيال و الإعتقال و تدمير البيوت، إلا أن صوت المقاومة يعلو يوما بعد يوم و ساحات الإشتباك تصل إلى دوائر أبعد مدى، حيث تتكاثر خلاياها المسلحة و العاملة بإضطراد مستمر.
فإذا كانت جنين ومخيمها رأس الحربة بمقاتليها و ثوارها هاهي تمتد الحالة إلى نابلس و رام الله و طوباس و غيرها، و تتشكل خلايا الكتائب العسكرية المحسوبة على الفصائل المختلفة، لكن اللافت في الأمر أن رجال فتح من أبناء التنظيم و العاملين في الأجهزة الأمنية هم العمود الفقري للمقاومة المسلحة في الضفة الغربية، وهو ما يحسب له ألف حساب لدى الأجهزة الأمنية الإسرائيلية و يشعل في دوائر صنع القرار الضوء الأحمر، وبدأ سيل من التحذيرات و التهديدات العدوانية و دعوات للقيام بعملية عسكرية واسعة على غرار ما يعرف " بالسور الواقي " في شمال الضفة الغربية لإقتلاع جذوة المقاومة قبل أن تصبح أكثر خطرا و تأثيرا في عملياتها العسكرية و الفدائية، خصوصا بعد أن وصلت أجهزة الأمن الإسرائيلية إلى قناعة بأن أجهزة السلطة في الضفة الغربية باتت فاقدة للقدرة على السيطرة في مواجهة التطورات الميدانية.
و أن هناك حالة من التمرد و الرفض الإحتجاجي على ما آلت إليه الأوضاع في الضفة جراء التغول العدواني للإحتلال و مستوطنيه علاوة على ما تعانيه السلطة الفلسطينية من عجز و إفلاس سياسي و شعبي بحكم مواقفها و إجراءاتها التي تحظى بالغضب و الإزدراء في الشارع الفلسطيني.
لذلك من المتوقع إقدام سلطات الاحتلال الغاشم على تنفيذ عملية عسكرية واسعة النطاق في المرحلة التي تسبق الانتخابات الإسرائيلية المقبلة و ذلك رهن بالتطورات المتصاعدة للعمل المقاوم في الضفة، وعلى المقلب الأخر تحرص السلطة الحاكمة في غزة على التهدئة و تؤسس لمرحلة طويلة من الهدوء لجني المزيد من المكتسبات و التسهيلات الاقتصادية.
فلسطين تستحق الأفضل.
لن تسقط الراية