حركة فتح وضرورة التغيير
تاريخ النشر : 11 اغسطس, 2022 10:59 صباحاً

غالبية فتح و الفتحاويين عموما يؤمنون بضرورة التغيير الجذري في النظام السياسي الفلسطيني من خلال مشروع وطني وحدوي جامع ،،، لكن القيادة المتنفذة لديها مشروعها الخاص لإعادة ترتيب النظام السياسي وفق مصالحها وأجنداتها الداخلية و الخارجية ،،، وبلا مبالغة يمكن القول أن القيادة معزولة و منعزلة عن الواقع الفتحاوي و الوطني اليوم أكثر من أي وقت مضى ،،، لكن الغالبية الفتحاوية للأسف طالتها سياسة هندسة العقول و كي الوعي بحكم العديد من العوامل و الظروف التي تعيشها الحركة وفي مقدمتها الإستفراد و التفرد و التغول في السلوك الإرهابي الخشن و الناعم أحيانا الذي تمارسه القيادة المتنفذة ضد كل من يخالفها أو يختلف معها ،،، بإستغلال و توظيف إمتلاكها صلاحية القرار والتحكم بالمال و سطوة الأمن لهذا الغرض ،،، بالمقابل حالة التشتت و التشرذم و غياب التنسيق بين مكونات القوة في أوساط الغالبية الفتحاوية  أفقدها القدرة على التأثير في صناعة القرار و تغيير المسار وهذا ما يجب التوقف أمامه مليا ،،،

إذ أن رئيس الحركة ومن حوله من بطانة السوء لن يستطيعوا الصمود أمام الحالة الفتحاوية إذا ما حسمت أمرها بالإنتقال إلى الفعل في الميدان ،،، إن كل أشكال الإرهاب و الترهيب لن تقوى على مواجهة شاملة مع فتح وقواعدها و جماهيرها و عمقها الوطني ،،، فعلى سبيل المثال لن يجرؤ الرئيس أبو مازن على قطع رواتب كل الفتحاويين أو إقصائهم و التنمر على الجميع دفعة واحدة ،،، لإسقاط الإحتجاجات الإعتراضية و إدارة الظهر للضغط و المطالب الجماهيرية كلما إتسع نطاقها ،،، وأقرب دليل تراجعه عن مراسيم القوانين التي أصدرها لتنظيم قطاع القضاء و المحاكم بعد الضغط الشعبي و النقابي الرافض لها،،، نعم فتح معا تستطيع مالا تستطيعه قوة في الأرض ،،، هذه هي إرادة التغيير و التثوير الشاملة ،،، وليكن التحدى علنيا بين المشروع الخاص  و المشروع الوطني الفلسطيني الذي تحمله حركة فتح ،،، مايزال في الوقت بقية للدق على جدران الخزان قبل فوات الآوان ،،، فلسطين تستحق الأفضل ... لن تسقط الراية.