كتب رئيس التحرير
بَنى الرئيس الفلسطيني المُنتهية ولايته منذ عام 2009م، لَبنة أفكاره السياسية على التفرقة، كي يسود له البقاء ويتمكن من إحكام السيطرة على أركان السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير والمجلس الوطني، والقضاء الشرعي، والقضاء المدني، والسلطات الأمنية، والمحافظين، وتعيين السفراء، واختيار الوزراء، ورئيس الوزراء.
هذا الرئيس الخارق، في التفرقة بين الأشقاء، تمكن مؤخراً من اقصاء قواعد فتحاوية فاعلة في نابلس ورام الله، وضحى بالأسير المحرر مروان البرغوثي، وبالقيادي الفتحاوي الكبير محمود العالول، ووضع أمامهم عراقيل ضخمة قُبيل استحقاق المؤتمر الثامن لحركة فتح.
الاختيارات العباسية، لرئاسة المجلس الوطني ولتمثيل حركة فتح في منظمة التحرير، هي استباق لنتائج الانتخابات الفتحاوية في اذار المقبل، وهي ضمانات للنجاح ولحجز المناصب السيادية في الحركة والمنظمة، بعيداً عن نتائج الانتخابات، والتي يتوقع فيها الكثيرين هزيمة ساحقة لفريق الرئيس عباس.
ضمانات التوريث السياسي في عهد الرئيس عباس لن تكون لصالح أحد من عائلته، بل هي منحنى خطير نحو العلاقة الأمنية البحتة مع الاحتلال الاسرائيلي، على حساب الحلول السياسية للقضية الفلسطينية، وتمكين الجوانب الاقتصادية لمستثمري أوسلوا في تعميق الاتفاق، نحو الوصول إلى جماعات سياسية فلسطينية تُؤمر بأوامر عسكرية اسرائيلية لتنفيذ الأجندة الاسرائيلية نحو تحقيق حلم اسرائيل 2050م، هذا الُحلم لن يحققه إلا المواليين لمصالحهم الشخصية على حساب المصالح الوطنية الفلسطينية.
عباس يوحدنا، ويوحد الخصوم السياسيين ضده، ومن يدفع الثمن هم من أبناء حركة فتح الوطنيين، والذين لا زالوا متمسكين بتقاليد الحركة وأهدافها وبرامجها السياسية والثورية، ولا يُقدسون التنسيق الأمني على حساب مقاومة الاحتلال الاسرائيلي الذي استباح الضفة الغربية وأصبحت المستوطنات الاسرائيلية تَطل على دوار المنارة.
عباس يفرقنا... عباس يوحدنا
تاريخ النشر : 20 يناير, 2022 06:52 صباحاً