غزة - فتح ميديا:
استذكر الدكتور أيمن شاهين نجل الراحل المؤسس أبوعلي شاهين، رحلة أبيه شيخ المناضلين ومسيرة حياته.
وقال شاهين، بأنه إبان أحداث النكبة تشكلت شخصية ابو علي شاهين، فقد ولد كأي طفل فلسطيني من قرية بشيت قضاء الرملة
عام 1941 في فصل الشتاء وفي عامه السابع بدأت الحرب الصهيونية العربية سنة النكبة عام 1947.وأضاف شاهين، جدي كان مقاتلاً بالجهاد المقدس حينها وفي معركة بشيت عام ٤٨ مقاتلي الجهاد المقدس من أكثر من قرية من القرى المجاورة بقرية بشيت واندلعت حرب عنيفة بقرية بشيت حيث اندلعت أنداك معركتان الأولى استطاعوا أبناء القرية والمقاتلين ان يصدو عصابات الهاجاناه.
في الجولة الثانية استشهد جد الدكتور ابو علي شاهين ووالد ابو علي شاهين حينها وبعد ذلك بدأت النكبة من ثم اللجوء لخان يونس ورفح
وبعد هذه الحادثة التي كان لها الدور الأبرز بتشكيل شخصية ابو علي شاهين، وخاصة بعد استشهاد والده والاحتكاك بعدها بأصدقاء والده من مقاتلي الجهاد المقدس من ضمنهم الشهيد ابو يوسف النجار، هذه الحالة شكلت الوعي الوطني لدى ابو علي شاهين واصبح عنده روح ثورية تتبلور منذ الصغر.واضاف د. ايمن شاهين بحديثه ان والده اعتقل بال1967 وانه ولد سنة 1966 وافرج عنه سنة 1982 كان عمره 16 عام، وأن والده كثيرا ما كان يتحدث عن مرحلة اللجوء وكيف تم تهشيم النظام السياسي والاقتصادي والاجتماعي الفلسطيني وكيف عانا شعبنا من حالة الفقر بعد نكبة 48 كان حافز لشعبنا لان يصنع مستقبل عن ما ارادته الحركة الصهيونية حينها.
وتابع شاهين أنه من إيجابيات النكبة لو كان لها إيجابيات انها خلقت من شعبنا شعب متعلم شعب يهتم بالمستقبل وتفاصيل الحياة السياسية ولا ننسى دور جمال عبدالناصر كيف فتح الجامعات المصرية للطلبة الفلسطينيون وعومل الطلبة كمعاملة الطالب المصري ، وأصبح لدينا من مرحلة الخمسينات بدأ تصدير الفلسطيني المتعلم لدول الخليج ،
ومضى قائلاً بأن حقبه عبد الناصر كانت هنالك نهضة عربية في عديد المجالات ولكن للأسف بعد رحيله تم افشال هذه الحالة، وأن مصر تبقى البوابة الجنوبية لفلسطين، ولو نظرنا لجيل ابو علي شاهين لم ينتموا لحزب من الأحزاب القائمة كان دائما ابو علي شاهين بأواخر الخمسينات رغم وجود عديد الاحزاب لم ينتمي لحزب حينها سواء حزب الاخوان او الأحزاب البعثية لان افكارهم لم تكن قريبة كفاية من ابو علي شاهين وابناء جيله من عاشوا النكبة وأرادوا الكفاح وحمل السلاح بأيديهم لتحرير فلسطين
وأكد بأن هذا الجيل ومنهم ابو جهاد ابو عمار وابو اياد وابو يوسف النجار وسليم الزعنون والغالبية العظمى من الشباب الفلسطيني في تلك الفترة شكلت مجموعات مسلحة لمواجهة الحركة الصهيونية وكانوا نواة لحركة فتح موجودة بجميع الدول العربية وقيادة مثقفة لحركة فتح وبدايات فكرة حركة فتح من الخمسينات وكانت بداية التحاق ابو علي شاهين لحركة فتح مع ابو يوسف النجار صديق والد ابو علي شاهين ما بين قطر والدمام وكان قريب منهم حينها الشهيد ماجد ابو شرار وبذات بدايات حركة فتح والخلايا انتشرت في كل مكان وسنة ٦٥ ترك السعودية.
ويذكر أن ابو علي شاهين حصل على دورات في سوريا معسكر حركة فتح وبدا مشواره، وبعد ذلك عاد للأراضي المحتلة والتقى بياسر عرفات وبدأت الانطلاقة الثانية لحركة فتح والعمل المسلح مستمر من ٦٥ و٦٧ واستمر ما بعد ٦٧ وتقرر حينها ان ينزل ابو عمار وابو علي شاهين للأراضي المحتلة وقسمت قوات العاصفة فلسطين حينها ثلاث المنطقة الشمالية بقيادة الشهيد مجاهد ومن العراق والوسطى رام الله والقدس وحيفا ويافا عبد الحميد القدسي ابو ثائر والجنوبية من الخليل لقطاع غزة ابو علي شاهين كان قائد للمنطقة الجنوبية ، واثناء توجه ابو علي شاهين من الخليل الى القدس داهمت مجموعات من قوات الاحتلال الباص الذي يقله بشكل مباشر وثم القاء القبض عليه مع اصابع ديناميت متفجر يلفها على رجله وحكم بعدها ١٥ عام بسجون الاحتلال.
وقال شاهين، أراد الاحتلال أن يجعل المعتقلات والسجون الإسرائيلية مكان لتفريغ السجناء ومن هنا بدأت الحركة الأسيرة وروح الثورة وجدت داخل المعتقلات بعد ان كانت إسرائيل تحاول تجنيد بعض المساجين ولكن فشلت فشل زريع بذلك اسرائيل وبدأت الحركة الأسيرة تسجل حركة وطنية منظمة داخل السجون استطاعت من خلالها ان تستمر الانتفاضة الفلسطينية وخاصة انتفاضة الحجارة كيف استطاعت ان تتجدد في عدة مراحل.
وكانت للحركة الاسيرة اضرابات كبيرة بسجون الاحتلال وقدمت شهداء داخل السجون منهم الشهيد عبد القادر ابو الفحم، وابو علي شاهين نقل فكرة حركة فتح هو وابطال كثر داخل سجون الاحتلال
وجدير بالذكر أن اسرائيل حاولت ان تجعل من الاسرى عمال ومشاركين في صناعة بعض المعدات الصهيونية لتغيير من فكر اسرانا وهذا ما جعل اسرانا يقدمون التضحيات من أجل استمرار نضالهم وتضحياتهم حتى داخل السجون رغم ظروف وممارسات السجان الاسرائيلي قدمت الحركة الاسيرة بدأت بعد حرب 1967 وشكلت حالة وحركة جميلة مازلنا نتتغنى بها قضية الاسرى هي الشئ الجميل بعد الحالة الفلسطينية التي وصلنا لها الان.
وبعد خروج ابو علي شاهين سنة ٨٢ من سجون الاحتلال وكان تحت الاقامة الجبرية وكان عنده مشاكل صحية نتيجة تعذيب الاحتلال ورغم كل هذا كان بحالة معنوية كبيرة وروح عالية حتى عندما كان بالسجن لم يكن يتحدث عن امور شخصية او العائلة حتي لو برسالة، وكل فكره كان بالوطن والحالة الفلسطينية.
بعد احتلال إسرائيل لمدينة غزة كان ابو علي شاهين من المبعدين عن مدينة غزة، وعاد إلى غزة بقوة الارادة والعزيمة وخرجت فكرة الشبيبة لدى ابو على شاهين من داخل سجون الاحتلال مع نهاية السابعينات، كانت تجربة رائدة ورائعة للشباب الفلسطيني بداو من داخل السجون الفكرة وتطبقت من هؤلاء الاسرى والشباب المحررين خارج السجون بعد سنة ١٩٨٠ ومع سنة ١٩٨٢ بدأ الأطار العام للشبية بالتشكل مع ابو علي شاهين.
وكان تحت الاقامة الجبرية وكان كل يوم مطلوب منه التوقيع داخل مخفر الشرطة مرتين، حتى لا يبعد عن مقر اقامته واستمر تحت الاقامة الجبرية ست شهور، ولكن بعد ذلك انتقل لمنطقة الدهنية الاسرائيلية بسبب تحركات ابو علي شاهين حينها وبهذه المنطقة التابعة للجيش الصهيوني حتى يكون تحت ناظرهم طوال الوقت وكانت دورية جيش على باب المنزل ومنعت عنه الزيارة حينها، وبعد اربع شهور عرفنا انه بالذهنية وحينها اجتمع الحاكم العسكري مع جميع السكان وطلب منهم عدم الاحتكاك مع ابو علي شاهين، وبعد سنة كانت مدة الزيارة لا تتعدى النصف ساعة وبعد سنتين تقريبا من العزل بالدهنية اصيب ابو علي شاهين بحالة نفسية سيئة لان طيلة هذه الفترة لم يتحدث مع احد، بخلاف السجن كان هنالك احتكاك ورفقاء الدرب، وكان منشغل بهذه الفترة بالقراءة وتربية القطط.
وبعد ذلك فترة الابعاد إلى لبنان اسبوعين ثم بعد ذلك انتقل سنة ١٩٨٥ إلى الاردن من لبنان التقى هنالك بالاخ ابو جهاد وكانت زيارات ياسر عرفات بشكل مستمر للمملكة واستمرت الاقامة بالاردن ٦ شهور، إلى ان ساءت العلاقات بين القيادة الفلسطينية حينها والقيادة الاردنية وثم ابعادهم، وذهب بعدها للعراق لم تدوم طويلا لانها كانت العراق بعيدة بعض الشئ عن فلسطين لذلك قرر العودة إلى لبنان وبدا مشواره بالعمل العسكري من جديد.
وفي مرحلة ما بعد اوسلو كان ابو علي شاهين ممنوع من العودة للقطاع، بالبداية اتفاق اوسلو كان مابين الرفض وما بين القبول بسبب الأوضاع والهيمنة الامريكية على ذلك الوضع وكان هنالك تناقض بين ابناء الحركة، وبالنهاية عقد هذا الاتفاق وسط تناقضات لان جانب الفكر والنضال لا ينسجم مع اوسلو ولكن الواقع السياسي هو من فرض هذا الاتفاق.
لم يغادر ابو علي شاهين المربع النضالي وكان مقتنع انه اتفاق سيئ ولكن يجب استمار هذا الاتفاق بان نذهب إلى الدولة بداية من هذا الاتفاق وان تكون سلطة واحدة وسياسة واحدة تمثل الشعب الفلسطيني.
بعد ذلك مرض ابو علي شاهين رغم مرضه كان معنويات عالية مبتسم متواصل مع الجميع وكتب بلحظاته الاخيرة كتب عن الحياة وكيف يواجه الموت كان عنده عنفوان وصلابة قبل ساعات من موته طلب العودة فورا الي غزة وأعادوه فعلا إلى غزة
ابو على شاهين كان يؤمن بمرحلة تدافع الأجيال وجيل يسلم جيل وكان يؤمن انه لا يجوز ان ننافس أبنائنا على المواقع وكان يؤمن بالأفكار ويطبقها.
الدكتور أيمن شاهين يستذكر مسيرة حياة أبيه شيخ المناضلين أبو علي
تاريخ النشر : 02 يناير, 2022 01:35 مساءً