دحلان يُستقبل علنا قبل عباس في موسكو إقراراً بوزنه السياسي في المشهد الفلسطيني
تاريخ النشر : 06 نوفمبر, 2021 08:19 صباحاً
موسكو: قيادة تيار الإصلاح الديمقراطي في لقاء مع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف "2/11/2021"

فتح ميديا- وكالات:

حملت الزيارة التي قام بها القيادي الفلسطيني محمد دحلان قائد تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح، على رأس وفد من تيار الإصلاح في حركة فتح إلى موسكو، مجموعة من الدلالات السياسية التي يمكن أن تؤثر على الأوضاع داخل فتح والقضية الفلسطينية برمتها.

فقد استقبل وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الثلاثاء 2/11/2021،  محمد دحلان وسمير المشهراوي وجعفر هديب، في مقر الوزارة بصفتهم ممثلين عن تيار الإصلاح، وذلك قبل أن يتم استقبال الرئيس الفلسطيني محمود عباس في موسكو أيضا.

وقد أعلن المتحدث باسم السلطة الوطنية نبيل أبوردينة أن عباس سيقوم بزيارة في وقت قريب لموسكو، ولم يفصح عن موعدها أو تفاصيل وجدول أعمالها، مكتفيا بالقول “لبحث دعم القضية الفلسطينية”، وكأنه رد غير مباشر على زيارة دحلان.

ويوحي تواتر الزيارتين بأن موسكو تريد الدخول على خط إعادة ترتيب البيت الفتحاوي، ويؤكد وصول دحلان أولا أنه حريص على الانخراط في عملية جادة لوقف التدهور الذي ضرب جسم الحركة في السنوات التي انفرد فيها أبومازن بإداراتها، وانصاع لرؤى أرخت بظلال سلبية على حضورها في المشهدين الداخلي والخارجي.

وتوقف البعض من المراقبين عند استقبال دحلان في موسكو قبل زيارة أبومازن المنتظرة، واعتبروه دلالة واضحة على حجم الثقل الذي يمثله الأول فلسطينيا ودوليا، وأن الفترة المقبلة قد تشهد المزيد من الزخم الذي يكون فيه تيار الإصلاح رقما رئيسيا.

يعد لقاء دحلان - لافروف الأول الذي يعقد علنا في موسكو ذا أهمية بالغة، خاصة أن مصادر فلسطينية قريبة من تيار الإصلاح قالت إن القيادي الفتحاوي ومعاونيه قاموا بزيارات سابقة لم يتم الإعلان عنها والتقوا مسؤولين كبارا في موسكو، ما يؤكد حجم التفاهم بين الجانبين.

وأجهضت زيارة دحلان لروسيا في هذا التوقيت الكثير من التكهنات والتخمينات التي تحدثت عن حصار سياسي يتعرض له القائد الإصلاحي في حركة فتح، شنته قوى محسوبة على التيار الإسلامي تدور في فلك تركيا وقطر، أوحت محصلتها بأن الرجل بات معزولا، بينما هو يتحرك بين موسكو والقاهرة وغيرهما من العواصم بحرية، بما ينفي الشائعات الكثيرة التي طالته في الآونة الأخيرة.

يمثل نفي الشائعات من زاوية موسكو بمثابة صدمة لمن تطاولوا على دحلان خلال الفترة الماضية، حيث كانت التعليقات والتصريحات تضعه في خانة الولايات المتحدة وأنها الراعي الرسمي له، لذلك ستكون للزيارة انعكاسات على تقديرات هؤلاء وحساباتهم لقيمة وأهمية ودور دحلان على الساحة الفلسطينية، حيث فاجأهم من حيث لا يتوقعون.

وقال القيادي بتيار الإصلاح سمير المشهراوي في تصريحات إعلامية إن أهمية لقاء موسكو تنبع من كونه جاء بين وزير خارجية روسيا وقيادة تيار الإصلاح، التي دأبت القيادة الرسمية لفتح على محاربتها ومحاولة إخراجها من الملعب الدولي، بسبب مطالبتها بتفعيل مؤسسات الحركة وإعادة الاعتبار لها وللوحدة الوطنية.

وسبق أن زار المشهراوي موسكو في مارس الماضي على رأس وفد من تيار الإصلاح والتقى مع مبعوث الرئيس الروسي للشرق الأوسط ميخائيل بوغنداف، وناقش معه أبعادا مختلفة في صميم شواغل القضية الفلسطينية.

وجرى خلال لقاء دحلان – لافروف استعراض موقف روسيا من التحديات المحيطة بالقضية الفلسطينية، وضرورة تفعيل اللجنة الرباعية الدولية، وعملية السلام، وتركز الحديث الروسي على حالة الضعف الراهنة بسبب الانقسام الفلسطيني.

وتراهن موسكو على تجديد الشرعية الفلسطينية عبر عملية الانتخابات التي جرى تأجيلها لأجل غير مسمى من قبل الرئيس محمود عباس، وترى أن تيار الإصلاح له دور مهم على الساحة حاليا، وفي أي انتخابات تعقد سوف يكون رقما مهما فيها.

 وتحرص روسيا على الحوار مع القوى الفلسطينية الرئيسية، فقد استقبلت من قبل قيادات من حركة حماس، وتحاول أن تكون قريبة من الواقع، كأنها تجهّز لعملية سياسية تمنحها ثقلا كبيرا في الشرق الأوسط، وتعتبر القضية الفلسطينية أم القضايا في المنطقة التي تمنح من يلعب دورا مهما فيها انفتاحا على قوى إقليمية رئيسية، تستطيع بموجبها موسكو توسيع نطاق نفوذها.

وأكدت زيارة دحلان في الوقت الراهن أن العلاقة بين روسيا وتيار الإصلاح الفتحاوي قوية، ويمكن أن تظهر تحركات تعاون كبيرة الفترة المقبلة يقوم خلالها التيار وقيادته بدور في تجسير الهوة بين القوى الفلسطينية، خاصة أن الخطاب السياسي لدحلان ورفاقه يطغى عليه الطابع الوطني والرغبة في الانفتاح العام، ويبتعد عن الحركية القاتمة والمصالح الشخصية الضيقة التي كبدت فتح خسائر باهظة.

ووضعت الزيارة الكرة في ملعب الرئيس أبومازن للقيام بجهود حقيقية والحفاظ على تماسك الحركة وجمع شملها، لأن تهاونه في ذلك أو ارتياحه للحالة المزرية التي وصلتها فتح سوف تكون له تداعيات وخيمة في حال غيابه فجأة عن المشهد.