القاهرة - فتح ميديا:
كشف عدلي صادق الكاتب الفلسطيني وعضو المجلس الثوري لحركة فتح، عن تفاصيل لقاء القيادي الفلسطيني محمد دحلان قائد تيار الإصلاح الديمقراطي، والوفد المرافق له، بوزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف.
وقال في مقال كتبه لبرنامج "همزة وصل" على شاشة "الكوفية":" لقاء وفد تيار فتح الإصلاحي برئاسة النائب محمد دحلان، مع وزير خارجية روسيا الإتحادية وفريقه؛ صريحاً ويركز على ضرورة بناء شراكة وطنية فلسطينية، على أرضية الوقائع الماثلة في المشهد. فقد جاءت الدعوة الرسمية من جانب الروس، وكان سؤال الوزير لافروف الأول: هل أنتم معنيون بالمصالحة الفتحاوية؟".
وتابع صادق:"جاء رد النائب محمد دحلان سريعاً ومشروحا، مستعدون للمصالحة، وليس لدينا مطالب ولا شروط تتجاوز أمنيات جميع الوطنيين. المهم أن نتعامل جميعاً كفتحاويين مع الأمر الواقع، فحركتا حماس والجهاد، معهما نحو نصف الشعب الفلسطيني أو أكثر، وحركة فتح ما تزال تقول إنها الطليعة والرائدة المفترضة، وهذا صحيح بالمعيار التاريخي، لكنها اليوم طليعة معطلة. لذا فإن وحدتها وإعادة الإعتبار والحيوية لها، وإنهاء مرحلة الإحباط، يضفي المصداقية على تمسك الحركة بفكرة أنها الطليعة".
نص المقال كاملاً:
لبرنامج "همزة وصل" على شاشة "الكوفية"
الأهم في لقاء موسكو
كان لقاء وفد تيار فتح الإصلاحي برئاسة النائب محمد دحلان، مع وزير خارجية روسيا الإتحادية وفريقه؛ صريحاً ويركز على ضرورة بناء شراكة وطنية فلسطينية، على أرضية الوقائع الماثلة في المشهد. فقد جاءت الدعوة الرسمية من جانب الروس، وكان سؤال الوزير لافروف الأول: هل أنتم معنيون بالمصالحة الفتحاوية؟ وجاء رد النائب محمد دحلان سريعاً ومشروحا: مستعدون للمصالحة، وليس لدينا مطالب ولا شروط تتجاوز أمنيات جميع الوطنيين. المهم أن نتعامل جميعاً كفتحاويين مع الأمر الواقع. فحركتا حماس والجهاد، معهما نحو نصف الشعب الفلسطيني أو أكثر، وحركة فتح ما تزال تقول إنها الطليعة والرائدة المفترضة، وهذا صحيح بالمعيار التاريخي، لكنها اليوم طليعة معطلة. لذا فإن وحدتها وإعادة الإعتبار والحيوية لها، وإنهاء مرحلة الإحباط، يضفي المصداقية على تمسك الحركة بفكرة أنها الطليعة. واستطرد يقول إن الشراكة الفعالة التي نتوخاها، هي تلك التي تقوم على القواسم المشتركة، وكذلك على أساس سياسي مقبول يمكن طرحه والذود عنه، لكي لا تضيع القضية الوطنية، ويزداد الشعب الفلسطيني بؤساً وقنوتاً. فإن لم نفعل ذلك، ولم تتغير أحوالنا، لن نستطيع الحديث مع العالم، ولا أن نغير شيئاً، ولا أن نواجة الغطرسة الإسرائيلية!
قال النائب محمد دحلان في الإجتماع الأول مع لافروف: لقد بلغت سن الستين، ولا أريد شيئاً من السلطة لكنني أريد لشعبي أن يمتلك أداته السياسية وأن يرمم كيانه الوطني، ناهيك عن كون السلطة اليوم، وبكل أسف، ليس فيها ما يُغري للسعي الشخصي اليه.
كان الروس، قد وجهوا الدعوة لكي يستمعوا الى وجة نظر النائب محمد دحلان، حول الأوضاع الفلسطينية الراهنة، ولسماع أفكار بخصوص الخروج من مأزق حركة فتح ومسألة الوحدة الوطنية الفلسطينية. وقد سمع الوفد الفلسطيني من الروس، أن على الفلسطينيين توحيد صفوفهم، لكي يتمكنوا من الحديث مع العالم، فلا يمكن الدفع بعملية سلام حقيقية تلبي طموحات الفلسطينيين دون تحقيق الوحدة .
وتحدث وفد التيار، مؤكداً على أنه كان وما يزال حريصاً على إنجاز الوحدتين الوطنية والفتحاوية، وأنه يتفق مع وجهة النظر الروسية التي ترى من الضرورة توحيد الصف الفلسطيني، ولا ضمانة لنجاح ذلك، سكى أن تستعيد فتح حيويتها ووحدتها، لكي تستطيع مع الشركاء، انجاز الوحدة الوطنية، ومن ثم الحديث مع العالم!
كان محمد دحلان، حريصاً على إبلاغ الجانب الروسي، أن أعز الأمنيات اليوم، هي تحقيق الوحدة، ويسعده أن يجلس جانباً وأن يحقق الطيف السياسي الفلسطيني وحدته على أسس ديموقراطية. وفي حديث مع كاتب هذه السطور قال: "لا فائدة من المناكفة، لأن المناكفة لن تصل الى نتيجة مهما امتد زمنها". المهم الآن أن نذهب الى جمع الشمل الفلسطيني، والى الإتنخابات، وإلى الشراكة السياسية، التي تضبضها الوثيقة الدستورية والمؤسسات. فمن الضرورة بمكان، في هذه الظروف الصعبة، عدم تجاهل الوقائع على الأرض، وأن ننطلق من قاعدة موقف سياسي عملي، دون التنازل عن مرجعيات عملية التسوية التي تحاول إسرائيل تجاهلها".
في مضامين اللقاء، كان واضحاً أن الروس معنيون بسماع الرأي الآخر في حركة فتح، على إعتبار أن التيار الإصلاحي في هذه الحركة، هو الطيف الوحيد منها، الذي يجاهر بالنقد ويُلح في طلب الإصلاح، ويتوخى وحدة الحركة على أساس النظام، ووحدة الكيان السياسي على الأسس الدستورية والقانوينة، إستناداً الى وحدة العمل الأهلي الضامن للعدالة والإنحياز للفقراء، تأصيلاً للبعد الإجتماعي السياسة، وإلى وحدة العمل الوطني على أساس فلسطين، الوطن والقضية!
عندما وجهت جمهورية روسيا الإتحادية، دعوة رسمية لقائد تيار الإصلاح؛ لم تكن تعبث ولا تنطق عن هوى. ونفترض من جانبنا، أنها تعاملت مع شواهد على الأرض، وتعرف أن المسار الحالي لرئيس السلطة والحركة، لا يساعد القضية في السياسة، ولا يصل الى حلٍ لواحدة من المعضلات. فاالعكس هو الصحيح، لأن المسار الحالي يفاقم المُعضلات ويعمق البؤس الإجتماعي ويُضعف الورقة السياسية، ويزيد الإحباط!
على الجانب الآخر، لم يكن محمد يزعم لنفسه موقعاً رسمياً ليس له. فالأساس المُبتغى، هو التمكين للإرادة الشعبية، وهذه أمنية لن تتحقق، دون أعادة الإعتبار لحركة فتح وتعزيز قوتها أولاً، ثم التحرك سريعاً، بقوة حضورها وكادرها، نحو شراكة وطنية نبيلة، تضع الإختلافات والمماحكات جانباً، وتركز على الإحتلال وممارساته الإجرامية، وعلى هدف الإستقلال الوطني.
يمكن القول، إن دعوة الروس، كان لها دلالاتها. فموسكو معنية بالتسوية، ولعل أول هذه الدلالات أنها بمثابة جرس تحذير أو تنبيه، بأن الوضع الفلسطيني قد أوغل في التردي، وأن الصمت عليه لم يعد جائزاً، لا سيما من الدول الصديقة الوازنة، التي تدفع في اتجاه دورٍ فاعل لها، في المشهد الإقليمي، وهذا هو الأهم.
الكشف عن تفاصيل لقاء دحلان بوزير الخارجية الروسي
تاريخ النشر : 03 نوفمبر, 2021 08:26 صباحاً