16 عاما على انسحاب الاحتلال الإسرائيلي من قطاع غزة
تاريخ النشر : 12 سبتمبر, 2021 05:14 صباحاً

غزة_فتح ميديا

في مثل هذا اليوم، وقبل 16 عاما، انسحب الاحتلال الإسرائيلي من قطاع غزة، تاركا خلفه حوالي 6 آلاف دونم، كانت تمثل مجموعة من المستوطنات تنتشر في شتى أرجاء قطاع غزة.

ففي 15 آب/ أغسطس من العام 2005، بدأت "إسرائيل" إخلاء 21 مستوطنة كانت تحتل 35,910 دونمًا من مساحة قطاع غزة، الذي لا تتعدى مساحته نحو 360 كيلومترًا مربعًا، وكان يقيم فيها نحو ثمانية آلاف مستوطن.

واحتلت إسرائيل قطاع غزة، عام 1967، وظلت مسؤولة عن إدارته حتى مجيء السلطة الفلسطينية عام 1994، فأسندته للسلطة، فيما أبقت على قواتها في مجمعات ومستوطنات مركزية داخل القطاع، كان يسكن فيها أكثر من 6 آلاف مستوطن.

وبلغ عدد المستوطنات الإسرائيلية في القطاع تسعة عشر مستوطنة تركز معظمها في تجمعين أساسيين:

التجمع الاستيطاني الشمالي ويضم ثلاث مستوطنات وتقع على طول حدود غزة الشمالية وهي (دوجيت، نسنانيت، إيلي سيناي)


والتجمع الاستيطاني الجنوبي ويضم 11 مستوطنة ويسمى تجمع "غوش قطيف" ويقع على الثلث الجنوبي لساحل غزة في المنطقة الغنية بالمياه العذبة.وإضافة إلى التجمعين الرئيسيين أقيمت مستوطنات منفصلة مثل:

مستوطنة نتساريم جنوبي مدينة غزة وتفصل غزة عن المعسكرات الوسطى مثل البريج والمغازي والنصيرات.

ومستوطنة كفارداروم التي أقيمت على حدود مدينة دير البلح، وكانت تفصل المدن والمناطق الوسطى في القطاع عن جنوبه.

وفي صيف عام 2005 قرر رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك أرئيل شارون الانسحاب من غزة، أو ما سمي إسرائيليا بخطة "فك الارتباط".

وعزى محللون الانسحاب الإسرائيلي إلى ضربات المقاومة الفلسطينية ضد قوات الاحتلال، خاصة ما عرف بحرب الأنفاق التي نفذت خلال السنتين اللتين سبقتا الانسحاب، ضد مواقع حصينة للجيش، الأمر الذي رفع الكلفة الأمنية على حكومة الاحتلال، ودفعها للانسحاب.

نقطة تحول

وبحسب مراقبين، فقد شكل الانسحاب عن القطاع نقطة تحول كبيرة في تطور أداء المقاومة الفلسطينية وسلاحها، واتساع معركتها مع الاحتلال، حتى أضحت تبدع في معركة تلو الأخرى، وظل الشعب ظهرًا حاميًا وداعمًا لها رغم الحصار واستمرار العدوان.

وكان قادة سابقون في جيش الاحتلال وأمنه قالوا إن الانسحاب من قطاع غزة عام 2005 لم يكن انسحابًا مريحًا بل جاء تحت ضغط الخسائر التي تكبدها الجيش، وتحول المستوطنين في القطاع إلى عبئ يصعب حمايته.

وقال رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية في جيش الاحتلال حينها "زئيفي فركش"، إن الانسحاب جاء في ظل صعوبة حماية 8 آلاف مستوطن في القطاع وتكليف فرقة عسكرية بأكملها بهذه المهمة، فيما تحولت المستوطنات إلى بؤر للعمليات الفلسطينية.

فعليًا، أنهت "إسرائيل" تواجدها على الأرض في القطاع، لكنها بقيت تتحكم في كافة مفاصل حياة الفلسطينيين بغزة، من خلال استمرار سياسة الخنق والتضييق، والحروب، والحصار الخانق الذي تسبب في انهيار كثير من القطاعات الحيوية على مدار 15 عامًا.

وعقب انسحابها من القطاع، أغلقت قوات الاحتلال ثلاثة معابر أساسية كانت تدخل منها البضائع، وأبقت على معبر واحد فقط لا يستطع تلبية جميع احتياجات سكان القطاع.

ورغم مرور 16 عامًا على الانسحاب الإسرائيلي، إلا أن ممارسات الاحتلال العدوانية لا تزال مستمرة بحق القطاع، الذي يعاني أوضاعًا اقتصادية صعبة وأزمات متراكمة، تتعلق بالكهرباء والمياه، ومنع دخول كثير من السلع، بما فيها مواد الخام، عبر المعابر التجارية، ناهيك عن وصول الفقر والبطالة إلى معدلات غير مسبوقة.

ولا تزال سلطات الاحتلال تمنع إدخال مواد البناء لإعادة إعمار ما دمرته خلال عدوانها الأخير على القطاع في مايو/أيار الماضي، والذي تسبب في تدمير آلاف المساكن وتشريد عشرات الآلاف من المواطنين.