بقلم: أشرف أبوخصيوان
"كل محاولات الوحدة الوطنية بين أبومازن وحماس فشلت، ومن خلال برنامج سياسي موحد نستطيع مواجهه اسرائيل فالانتخابات هي بوابة الأمل في اعادة تنظيم الـوضاع الداخلية من أجل التصدي للمشاريع الاسرائيلية، وأن أهمية القدس السياسية والدينية تأتي من خلال الانتخابات وإلا ما هو الطريق الأخر، وأن من يتراجع عن هذه الانتخابات يسجل في تاريخه جريمة سياسية".
ما سبق هو حديث للقيادي الفلسطيني محمد دحلان في لقاء بُث على شاشة "فضائية الغد" في 24/4/2021، والواضح أنه جميع المحاولات اللاحقة لتحقيق المصالحة الفلسطينية، سيكون مصيرها الفشل في التوصل لشعرة معاوية التي تقسم ظهر الانقسام ما بين حركتي فتح وحماس، ويتم تجديد الشرعيات وتضميد الجراح.
فقد أُفشلت حوارات القاهرة قبل انعقادها وهو ما يؤكد السياق الطبيعي للاتفاقيات واللقاءات المتكررة ما بين قيادتي حركة فتح وحماس، ولكن من الواضح أن ما بعد معركة سيف القدس يختلف عما قبلها، تلك المعركة التي أثارت حفيظة كل فلسطيني غيور على مصلحة أبناء شعبه الواقع تحت الظلم الاسرائيلي، وعلى وجه التحديد فقد اتسم خطاب دحلان في معركة سيف القدس بالجديد من وجهة نظري أو اعادة الخطاب الثوري الخاص بحركة فتح إلى الواجهة من جديد، وهو الخطاب الذي غاب عن ألسنة قيادات الحركة في الخمسة عشر عام الماضية منذ أن تولى الرئيس عباس مقاليد الحكم في حركة فتح.
الواقعية الدحلانية، بدأت تُرسم بملامح جديدة في علاقات متطورة مع مجموعة من فصائل الشعب الفلسطيني، تبحث عن القسمة السياسية وفقاً لمبدأ الشراكة في صناعة واتخاذ القرار الوطني، بما يضمن تغليب مصالح الشعب الفلسطيني على المصالح الحزبية، وفتح أفاق جديدة لاستمرار تدفق مساعدات تنموية لقطاع غزة تُساهم في رفع وتيرة اعادة الاعمار وتطوير البنية التحتية وغيرها.
في 21/5/2021 عاد القيادي دحلان، للحديث في منشور له على فيس بوك، "نفخر بسواعد أبطالنا الشجعان الذين أبهروا العالم أجمع في القدس وغزة والشيخ جراح، وكل مدننا وقرانا الفلسطينية من رأس الناقورة حتى رفح، تلك السواعد المقاومة بالحجر والسلاح وقبل كل شيء بقلوب جسورة لا تهاب الشدائد مهما عظمت".
نُدرك من خلال حديث دحلان عن المقاومة بأشكالها المتعددة، أنه يتبنى رؤية جديدة نحو اقامة الدولة الفلسطينية في ظل فشل مساعي رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بتحقيق ذلك، وذلك لأسباب تتعلق بضعف البنية السياسية للسلطة الفلسطينية، وللتفرد الاسرائيلي وسيطرة اليمين على مقاليد الحكم ورفضهم المطلق للجلوس مع الرئيس عباس على طاولة المفاوضات، ولغياب الراعي الامريكي وانحيازه نحو الاستيطان وصمت الدول الاوروبية، وغياب الدول العربية عن المشهد التي تعاظمت قواها تجاه التطبيع مع اسرائيل على حساب مبادرة السلام العربية.
أخيراً، أمام حجم المسائل الكبيرة، التي تبحث عن اجابات في واقعية دحلان، ونحن على عتبات الذكرى الخامسة عشر للانقسام الفلسطيني والأحداث المؤسفة التي وقعت في 14/6/2017م، وسقطت وقتها غزة في وحل الحصار، والضفة في وحل الاستيطان، والقدس في وحل التهويد، وتحققت النبوءات الاسرائيلية بالانقسام الجغرافي والسياسي، ومنذ ذلك الوقت ونحن نعيش معركة داخلية نُهزم فيها كل يوم وينتصر فيها الاحتلال الاسرائيلي على وحدتنا وفكرنا ودولتنا، ونعود ونرفع شعار الوحدة الوطنية صمام الامان، ولكن عند التطبيق نرفع شعاراً مختلفاً يتعلق بالمستدركات والاتفاقيات ومنظمة التحرير وغيرها.
لقد حان الوقت لبلسمه الجراح واكمال مسلسل المصالحة المجتمعية وجبر الضرر الذي وقع على العائلات الثكلى، وطي صفحة الانقسام وتحقيق السلم الأهلي ورفع الظلم عن الشعب الفلسطيني ورفع الحصار عن قطاع غزة.
كتب أشرف أبو خصيوان : واقعية دحلان
تاريخ النشر : 14 يونيو, 2021 06:10 صباحاً