بلدة الشيخ جراح مازالت تعاني من التهجير والاستيطان
تاريخ النشر : 18 مارس, 2021 06:12 صباحاً

فتح ميديا_القدس

الشيخ جراح هي قرية مقدسية - فلسطينية تتبع لمحافظة القدس وهي في الجانب الشرقي لمدينة القدس الذي وقع تحت الاحتلال الإسرائيلي في حرب 1967. وهي الآن من أحياء القدس الشرقية. اخذ حي الشيخ جراح بالقدس اسمه، من الأمير حسام الدين بن شرف الدين عيسى الجراحي، طبيب صلاح الدين الأيوبي، القائد الكردي المسلم، الذي تحول إلى رمز لأجيال عربية متعاقبة منذ نحو 900 عاما، ويتهدده الآن مخطط إسرائيلي استيطاني تم الإعلان عنه ويتضمن بناء 200 وحدة سكنية لاسكان مستوطنين يهود فيها، وسط هذا الحي العربي الواقع في القدس الشرقية المحتلة عام 1967م.

يقع حي الشيخ جراح في الجانب الشرقي من البلدة القديمة في مدينة القدس خارج السور، وقد أنشئ حي الشيخ جراح بالقدس عام 1956 بموجب اتفاقية وقعت بين وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين والحكومة الأردنية، وفي حينه استوعب 28 عائلة فلسطينية هجرت من أراضيها المحتلة عام 1948.

نبذة تاريخية

عام 1967 خلال توسع الاحتلال الصهيونيّ عانى الحي من استيطان اليهود في الحي، وتهجير بعض العائلات الفلسطينية وطردهم من منازلهم، وقد عانى أهل الحي من فروض الاحتلال عليهم مع اليهود الموجودين في الحي؛ بكاميرات المراقبة، مما وضع السكان فيما يشبه السجن، خاصة في المناسبات والأعياد اليهودية.

 

سبب التسمية

مما معروفٌ بأن أفضل الأبطال في الزمن القديم في تحرير القدس هو صلاح الدين الأيوبي، الذي حرر القدس من الفرنجة. كان للأيوبي طبيبًا يسمى "الشّيخ حسام الدين بن الشرافي"، الذي لُقِّب بـ الجرّاح، وعلى غرار ذلك سُمّي هذا الحي نسبةً له.

 

عدد السكان والمساحة

تقدّر مساحة سكان الحي المقدسي الشيخ جراح بـ808 دونمًا، ويقدر عدد سكانها بـ 2800 نسمة تقريبًا، والإدارة المستولية على الحي هي بلدية الاحتلال في القدس.

لحي الشيخ جراح جزءان يمتازان بتفاوت اقتصادي ومحلي، حيث أن الجزء العلوي هو الأكثر ازدهارًا في القدس، وفيه الفنادق، والمطاعم، والمقاهي، ومكاتب القنصليات ومؤسسات المجتمع الدولي. أما الجزء السفلي من الحيّ الذي يأوي اللاجئين منذ الخمسينات، فيعاني من نقص في البنية التحتية فالشوارع بدون أرصفة، والبيوت في حالة مزرية. كما أن هذا الجزء من الشّيخ جرّاح يعيش في حالة من المواجهة الدائمة مع سلطات الاحتلال وجمعيات الاستيطان.

لم تقل قطع الأرض للبناء في الشيخ جرّاح عن 800م2 للبيت الواحد، ولم يزد علوّ البيوت عن طابقين، حتى أن مساحة البيوت لم تتعدى الـ 200م2 عن مساحة الأرض. أمّا باقي المساحة مُلئت بالجنائن المحيطة بالبيت، المزروعة بالورود والأشجار المثمرة، والمظهر الراقي هذا لا يتعدى وجود بوابة فاخرة عريضة للبيت والحديقة.

كما تميزت هذه البيوت بهندستها الرائعة وصالوناتها الفاخرة، وأيضًا الشبابيك المزخرفة ذات الطابع الشرقي، والأسطحة المزينة بالقرميد وبأشكال مختلفة مثل الشرفات المطلّة على البساتين والحي. لكن تحاول السلطات الإسرائيلية إخفاء المظاهر الخلابة في الأحياء المقدسية وتدميرها، كما يجري في الجزء السفلي في الشيخ جراح.

الاستيطان

منذ بداية السّبعينات، تحاول الجمعيات الاستيطانيّة ما تسميه "استعادة ملكية" العقارات التي كانت تسكنها عائلات يهودية قبل النكبة. ادعاءات الملكية المريبة هذه التي شكك فيها حتى الجهاز القضائي الإسرائيلي هي دليل على الحيل الكثيرة التي تستخدم لتهويد القدس والاستيطان فيها. تعكس حكاية الشّيخ جرّاح وتعامل سلطات الاحتلال معها طبيعة هذا النظام القضائي الإسرائيلي، الذي يتغاضى عن حقيقة أن الوثائق التي تقدمها الجمعيات الاستيطانية مشكوك في أمرها، و"يتعاطف" معهم للاستيلاء على بيوت الشّيخ جرّاح، بينما يمنع اللاجئين الفلسطينيين من الرجوع إلى بيوتهم في يافا وحيفا وغيرها.

وفي سبيل توضيح الوضع في الشّيخ جرّاح نشرح قصة عائلة الكرد التي هُجرت من حيفا في نكبة 1948. رفقة الكرد، المعروفة بأم نبيل، كانت فتاة في سن المراهقة عندما أجبرت عائلتها على الرحيل من حيفا، وما زالت ذاكرتها منتعشة بتفاصيل حياة عائلتها هناك: رائحة البحر ونزهاتهم المتكررة إلى جبل الكرمل. هذه الجراح التي تركتها نكبة عام 1948 في قلب أم نبيل ما زالت حاضرة لديها ولدى الكثير من اللاجئين القاطنين في حي الشّيخ جرّاح، فهي جروح غير منتهية، إذ سرعان ما يعاد نبشها عندما يتم الحديث عن محاولات المستوطنين الحالية لطرد الفلسطينيين من بيوتهم. وتواجه عائلة الكرد خطر الطرد والترحيل بشكل يومي منذ عام 2008، عندما نجح المستوطنون في الاستيلاء على جزء من بيت العائلة، ما أدى إى ازدياد عدد المنازل المسيطر عليها من قبل المستوطنين الى12 بيتا. ومن تلك العائلات التي فقدت منازلها :عائلة الغاوي، وحنون والكرد.

المؤسسات

يوجد في الجزء العلوي لحي الشيخ جراح عدة مؤسسات مهمة، منها: مقر مؤسسة دار الطفل العربي، قصر دار إسعاف النشاشيبي.

ويوجد أيضًا فنادق، مساجد ومراكز طبية، وملعب؛ من بينها: مسجد الشيخ جراح، فندق الكولونية الأمريكية (The American Colony)، مركز الحياة الطبي (مؤوحيدت)، وملعب الشيخ جراح ويوجد عدد من القنصليات المتواجدة في القدس من بينها القنصلية البريطانية والإيطالية و التركية.