فتح ميديا_غزة:
."الشهيد أحمد موسى الدلكي"
أول شهيد لحركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح"، وقائد أول دورية عسكرية لتفجير نفق عيلبون الذي شيدته إسرائيل لنقل مياه نهر الأردن لري مشاريعها الزراعية والحيوانية.المولد والنشأة:
ولد الشهيد أحمد موسى إبراهيم الدلكي من مواليد قرية ناصر الدين قضاء طبريا عام 1917، من عشيرة الدلايكة التي عرف عنها التصدي والمقاومة للانتداب البريطاني والاستيطان الصهيوني.
مسيرته الثورية:
شارك في ثورة 1939 وأسهم في الدفاع عن قرى الجليل الشمالي. هاجرت عائلته عام 1948 بعد أن حلت النكبة بالشعب الفلسطيني، واستقر بهم المقام في الأردن في منطقة الشونة الشمالية المحاذية لنهر الأردن، الامر الذي ترك عنده شعوراً كبيراً بالإحباط وهو يشاهد عشرات الآلاف من أبناء شعبه يهجرون من مدنهم وقراهم بعد أن تم اقتلاعهم من أرضهم ومنازلهم وتم نسفها وإزالة أكثر من أربعمائة قرية فلسطينية عن الأرض. متزوج وله تسعة أولاد، أربعة من الذكور وخمس من الإناث.
من أوائل المنتمين إلى حركة فتح مع أبناء عمومته حيث بلغ عددهم ثمانية شارك خمسة منهم في عملية تفجير نفق عيلبون أول عملية عسكرية لحركة فتح في كانون الثاني 1965 اختار مجموعته في شهر أيلول 1964 والتي قامت بإرسال المعلومات المطلوبة إلى القيادة في دمشق في شهر تشرين الثاني 1964 والتي طالبتهم جميعاً بالتوجه إلى سوريا حيث تلقوا دورة تدريبية مكثفة على المتفجرات وزرع الألغام وكيفية التحكم بساعات التوقيت واستمرت الدورة مدة خمسة عشر يوماً عادوا بعدها إلى الأردن بانتظار التعليمات لتنفيذ أول عملية عسكرية والتي ستحمل البيان رقم واحد معلنة انطلاقة الثورة الفلسطينية المسلحة بعد النكبة. تحركت المجموعة من منزل أحمد موسى الدلكي مساء الخميس الموافق 28/12/1964 بعد الساعة السابعة مساءً حتى وصلوا إلى النهر الذي كان منسوبه مرتفعاً بسبب غزارة الأمطار. أصدر قائد المجموعة أحمد موسى أمراً إلى حسن الدلكي وهو سباح ماهر بعبور النهر لاستطلاع امكانية العبور. عاد قائلاً إن هناك امكانية للعبور لكن بصعوبة كبيرة، ولما كان هناك بعض الاخوة لا يجيدون السباحة أصدر لهم أمراً بالعودة ولم يبق من المجموعة إلا خمسة أشخاص يجيدون السباحة وهم جميعاً أبناء عمومته من ال الدلكي . بعد تدارس الوضع قرروا العبور عن طريق جسر المجامع على الساعة الخامسة من مساء يوم الجمعة 29/12/1964.
استشهاده:
بعد اجتيازهم النهر واختبائهم نهاراً وسيرهم ليلاً، التقوا بالدليل الذي كان بانتظارهم داخل الأرض المحتلة، والذي ساعدهم بالوصول بتاريخ 31/12/1964 إلى المنطقة التي سيتم تنفيذ العملية بها، فقام وحش ابراهيم الدلكي بزرع المتفجرات داخل نفق عيلبون وتم ضبط ساعة التفجير على الساعة الثانية عشرة ليلاً في منتصف الوقت الفاصل بين عام 1964 وعام 1965، ثم عادوا باتجاه النهر وانقسموا إلى مجموعتين أخذت كل مجموعة طريقاً تختلف عن طريق المجموعة الأخرى، وعند وصولهم إلى الحدود الأردنية سُمع دوي انفجار هائل اهتزت له المنطقة بأسرها. تعرضت المجموعة الثانية المؤلفة من أحمد موسى ومحمد عبد الله الدلكي لإطلاق نار أصيب أحمد موسى فيها إصابة قاتلة في القلب أدت إلى استشهاده فوراً في اليوم الأول من عام 1965. جرى تشييع جثمانه بعد صلاة العصر في المنطقة نفسها ودفن في منطقة الشونه الشمالية في مقبرة معاذ بن جبل وأصدرت حركة فتح بيانها الأول الصادر عن القيادة العامة لقوات العاصفة معلنة انطلاقة العمل العسكري ضد الاحتلال الإسرائيلي والذي اعتبر تاريخه بداية انطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة.
ع.ف