فتح ميديا - غزة:
يصادف اليوم الثامن عشر من شهر ديسمبر الذكرى السنوية لإستشهاد القائد الوطنى الكبير اللواء ركن "عبد المعطي حسين السبعاوي" أحد أبرز القيادات العسكرية لحركة التحرير الوطنى الفلسطينى "فتح" على مستوى الوطن والخارج ، وعضو المجلس الثوري لحركة فتح ، ومساعد مدير الشرطة الفلسطينية للعمليات والتخطيط والتنظيم من جنين حتى رفح والذى إستشهدا بتاريخ 18.12.2000م.
الميلاد والنشأة
ولد الشهيد عبد المعطي السبعاوي بحي التفاح بمدينة غزه في تاريخ 21.7.1947 وسط عائلة هاجرت من مدينة يافا الى مدينة غزه واستقرت في بيتهم بالقرب من محطة القطار التي استهدفتها قوات الاحتلال الصهيوني عدة مرات تركت العائله البيت لتبحث عن ماوي لها بعد ان اصبح بيتهم معرض للخطر وكان والده رحمة الله الشيخ حسين السبعاوي احد الثوار الذين شاروكوا بثورة القسام وكان احد مناضليها في قطاع غزه مع ثله من القاده والمناضلين امثال الشهداء مدحت الوحيدي وابوالوليد داود وعبد ربه الافرنجي .
تعليمه وتعلم فنون القتال
تلقى الشهيد عبد المعطي السبعاوي ابوياسر تعليمه في مدارس مدينة غزه وحصل على الثانويه العامه والتحق في مجموعات الفتوه في المدرسه الثانويه وتلقى تدريباته العسكريه على يد ضباط فلسطينيين من جيش التحرير الفلسطيني وتعلم فنون الرمايه بالسلاح والوثب وكان مولعا بها واحد انشط الطلاب في مدرسته والمدارس الاخرى .
فى صفوف حركة فتح
التحق في صفوف حركة فتح مبكرا هو ورفيق صباه الشهيد هاني الدبيكي وكان انذاك طالبا في مدرسة فلسطين الثانويه بالمجموعات الاولى للحركه وكان يتابع اعداد مجلة فلسطيننا نداء الحياه التي كانت تصدر في بيروت وكان يشرف عليها فتحاويا الشهيد القائد خليل الوزير ابوجهاد .
التحق المناضل الشهيد ابوياسر ضمن مجموعه تابعه لحركة فتح في مدينة غزه مع بداية الاحتلال الصهيوني وتم اعتقالهم من قبل الامن المصري في مقر السريا وكان في حينها يقودهم الدكتور المرحوم عمر سكيك احد قيادات الحركه وعضو بالمجلس الثوري واحد مؤسسين الخدمات الطبيه العسكريه ويقودهم سياسيا احد مؤسسي حركة فتح وعضو اللجنه المركزيه لحركة فتح المرحوم عوني القيشاوي .
بعد احتلال القوات الصهيوني قطاع غزه عام 1967 لم يغادر الشهيد عبد المعطي السبعاوي قطاع غزه وبدات المجموعات العسكريه التي التحق فيها تمارس عملها المسلح باشراف الشهيدين كمال عدوان والشهيد خليل الوزير ابوجهاد وكانت توجه النداءات العسكريه لهذه المجموعات عبر اذاعة العاصفه في الاردن وكان ضمن هذه المجموعات الدكتور زهير الوزير عضو المجلس الثوري لحركة فتح سفيرنا في الامم المتحده في اوربا والشهيد المرحوم نعمان القدوه المعروف باسم صلاح ابومشرف رحمة الله امين سر اللجنه الحركيه العليا في قطاع غزه .
وحين اقام الشهيد ياسر عرفات قاعدته الارتكازيه داخل الوطن واتخذ من مدينة نابلس والقدس ورام الله موقعه متنقلا ينظم مجموعات حركة فتح ويقودها بشكل ميداني خرج الشهيد عبد المعطي السبعاوي ليلتقيه وينقل اليه رسالة من حركة فتح في قطاع غزه الى مدينة نابلس وكان انذاك اصغر اعضاء مجموعات فتح في مدينة غزه وكان هو الرسول والذي يقوم بنقل السلاح الى الحركه في الضفه الغربيه من مخلفات الجيش المصري في غزه وياتي بالاسلحه الناقصه على مجموعات فتح في غزه .
مغادرة أرض الوطن قصراً
قامت مجموعات حركة فتح في قطاع غزه بالقيام بسلسلة عمليات ضد قوات الاحتلال الصهيوني اوجعته فشددت قوات الاحتلال الخناق علي القائد عبد المعطي السبعاوي اضطر الى الخروج خارج الوطن باتجاه الاردن في نهاية عام 1967 بقوات الثوره هناك وكان في ذلك الوقت قد بلغ العشرين لاحظت القياده امكانياته وخراته العسكريه وتم اختياره ليشارك في دوره عسكريه في الصين .
مشاركته بعمليات حركة "فتح" ضد الكيان الصهيونى
شارك بعدة عمليات عسكريه وكان ضمن المجموعات المختاره للحركة ولعل اهمها معركة غور الصافي التي احتلت قوات الثوره اماكن داخل الوطن المحتل وقامت بدحر قوات الاحتلال الصهيوني عام 1968م وكانت بقيادة اللواء الشهيد موسى عرفات وكان له دور كبير في تدمير الناقلتين الحربيتين بيت يام وبيت شيبع ومساعدة القوات المصريه بهذه العمليات الهامه .
وكان احد ابطال معركة الكرامه المغاوير وشارك في حرب اكتوبر المجيده عام 1973م وكان ضمن القوات المرابطه على الجبهه اللبنانيه وقد اسرته القوات الصهيونيه في لبنان وبقي في الاسر مدة ستة شهور واعطى اسم جندي مصري نظامي وقد افرج عنه ضمن تبادل للجنود الماسورين وعاد الى مصر وقد جن جنون القوات الصهيونيه ان عرفت انه احد قادة حركة فتح .
وفي لبنان عمل ضمن القطاع الغربي لحركة فتح المسؤوله عن العمليات العسكريه داخل الوطن المحتل مع القائد هندي الشوبكي ابوزهير وباشراف الشهيد القائد خليل الوزير وبعدها عمل ضمن قيادةالاخ الشهيد صبحي ابوكرش عضو اللجنه المركزيه وتلقى دوره عسكريه عام 77 في الاتحاد السوفيتي دورة قادة كتائب ثم عام 1979م تلقى دورة قادة كتائب دبابات وتولى مناصب عديده وبعد معركة بيروت الخالده تلقى دورة قيادةاركان في يوغسلافيا .
تنقلة لعدد من الدول بعد شن الدول العربية حرباً على حركة فتح والمنظمة
بعد الخروج من بيروت عاد الى طرابلس وتولى نائب القائد العام لمنطقة طرابلس وبعد اشتداد المعركه والهجمه السوريه والليبيه وخروج الثوره مره اخرى خرج الى الجزائر وعاد القائد عبد المعطي ا لى جنوب لبنان في اوائل اغسطس عام 1985م ليؤدي مهمه جديده بحماية شعبنا الفلسطيني في جنوب لبنان وقاد معركة مغدوشه القريه اللبنانيه الامنه المسيحيه التي حاولت قوات الاحتلال الصهيوني التقدم اليها ولكن شجاعة وصمود قوات الثوره الفلسطينيه المتمركزه فيها صدت هذا الهجوم وكان في ذلك الوقت القائد السياسي لحركة فتح في لبنان الاخ المناضل عبد العزيز شاهين ابوعلي .
عاد الشهيد ليستقر في مصر وعاد مع طلائع قوات الثوره الفلسطينيه الى قطاع غزه وكان اول من دخل القطاع بصحبة اللواء الشهيد زياد الاطرش قائد قوات الارتباط العسكري وعمل بمواقع مختلف في الشرطه الفلسطينيه وكان مساعدة قائد الشرطه اللواء غازي الجبالي لشئون العمليات المركزيه التي تقود وتوجه عمل الشرطه طوال الليل والنهار وكان دائما على راس عمله . ومع انطلاقة الانتفاضة السابقة في الضفة والقطاع انتفض الثائر عبد المعطي وثار ثورة جديدة.
ورآى في الانتفاضة اشراقة نور التحرير والعودة الاستقلال. حاول التسلل من جنوب لبنان ليكون مع المنتفضين لكنه اصطدم بعوائق عربية كثيرة. واقتنع ان اهل الانتفاضة ادرى بشجونها ودروبها، وانطلق من عين الحلوة في حركة دائمة لدعمها دون كلل او ملل. بعد حرب الخليج وتحول الجيوش العربية للخلف ايد العقيد المعطي عملية السلام، واعتبرها نافذه جديدة تفتح على العودة والاستقلال.
ولم ينتظر ظهور الخيط الابيض من الاسود واسرع في العودة الى حبيبته غزة. ورست سفينته في ميناء السلطة الوطنية وانخرط فورا في سلك الشرطة وظل يدافع ببسالة عن حقوق ناس الضعفاء ولم يبحث عن ملذات الحياة. وبعد تلاعب القيادة الصهيونية بالاتفاقات، قال "عدنا للوطن ونحن مقتنعين بصنع السلام الشامل فوجدنا مجتمعا صهيونياً غير ناضج لسلام عادل، وقيادة عنجهية لا ترى ما هو ابعد من انفها، تحاول شطب تاريخ الشهداء وتحويل السلام الى استسلام.
عرس الشهادة
في 18.12.2000م، استشهد العميد عبد المعطي حسين السبعاوي57عاماً، بعد إصابته بشظايا قذيفة صاروخية أثناء محاولة إبطال مفعولها في منطقة السودانية، على شاطئ البحر شمالي معسكر الشاطئ. وطبقاً لبيان صدر عن مدير الشرطة الفلسطينية، كان الشهيد "يحاول إبطال مفعول قذيفة مدفع صهيونى تم إحضارها إلى وحدة الهندسة في الشرطة من المناطق التي تم قصفها الأسبوع الماضي من قبل القوات الصهيونية في منطقة دير البلح، حيث انفجرت القذيفة وتناثرت شظاياها لتصيب جميع أنحاء جسده الطاهر في منطقة العنق والصدر والحوض والقدمين. هذه كانت اخر لحظات لرجل ندر معرفة الفلسطينين بولائه لقضيته وعمله من اجل خدمتها فقد كانت ثقته بشعبه عالية واعتزازه بفلسطينيته مطلقة.
الذكرى الـ 20 على غياب الشهيد اللواء الركن عبد المعطي السبعاوي
تاريخ النشر : 18 ديسمبر, 2020 07:00 صباحاً