29 عاماً على مرور ذكرى الشهيدين عماد خليل بكير وزياد نعيم مصران
تاريخ النشر : 16 ديسمبر, 2020 03:55 صباحاً

فتح ميديا - غزة:

سيرة وميلاد الشهيد عماد بكير

الشهيد عماد خليل بكير من مواليد مخيم رفح للاجئين عام 1963م، هجرت أسرته من قرية عاقر ‏عام 1948م إثر النكبة التي حلت بالشعب الفلسطيني واستقرت في مخيم رفح للاجئين، أنهى دراسته ‏الأساسية والإعدادية في مدارس وكالة الغوث والثانوية في مدرسة بئر السبع الثانوية للبنين.‏

التحق مبكراً بتنظيم حركة فتح خلال دراسته وعمل في لجان الشبيبة، التحق بالجامعة الإسلامية ‏عام 1981م، كلية التجارة قسم إدارة الأعمال، كان من النشطاء في حركة الشبيبة الفتحاوية ‏الطلابية، حيث كان له عدة لقاءات ونشاط طلابي وتنظيمي وقام برحلات إلى العديد من الجامعات ‏الفلسطينية.‏

تم ترشيحه في انتخابات الجامعة الإسلامية عام 1985م ليرأس كتلة الشبيبة الطلابية في انتخابات ‏مجلس الجامعة.‏

نضالاته وبطولاته

كان دائم الاستدعاء لمقر الحاكم العسكري الإسرائيلي في رفح وغزة، حيث اعتُقِلَ عدةَ مراتٍ في ‏المناسبات الوطنية.‏

اعتُقِلَ عماد بكير لمدة ستة أشهرٍ إدارياً بقرارٍ من قائدِ المنطقةِ العسكرية الوسطى للجيش ‏الإسرائيلي مع زملائهِ من قادة الشبيبة في قطاع غزة ومنهم الصحافي/ زكريا التلمس وباسم الشاعر ‏ومحمود أبو مذكور وأخرين وتم إرسالهم إلى معتقل عسقلان.‏

تخرج عماد بكير من الجامعة الإسلامية كلية التجارة قسم إدارة الأعمال عام 1987م قبل بدأ ‏الانتفاضة المباركة بقليل.‏

مع بدأ الانتفاضة المباركة الأولى نهاية عام 1987م، خاض عماد بكير فعالياتها منذ البدء وتسلم ‏مسؤولية الجناح العسكري لحركة فتح في منطقة رفح، حيث كان مثالاً للتضحية والعطاء والنضال، ‏كان عماد بكير قائداً واعياً مثقفاً ومنالاً شجاعاً.‏
بعد اشتداد المطاردة عليه من قبل السلطات الإسرائيلية وأجهزة مخابراتها حيث أصبح مطارداً لهم، ‏غادر القطاع متوجهاً إلى مصر بطريقة التسلل عبر الحدود الفلسطينية المصرية ومنها إلى ليبيا ‏حيث التحق بالعديد من الدورات العسكرية.‏

غادر ليبيا إلى الجزائر مع رفيق دربه المناضل/ زياد نعيم مصران، حيث كانوا أصدقاء ولا يفارقا ‏بعضهما البعض.‏

حياة الشهيد زياد مصران النضالية

الشهيد/ زياد نعيم مصران مواليد مخيم رفح عام 1964م من عائلةٍ هاجرت من قرية يبنا عام ‏‏1948م، واستقرت في مخيم رفح للاجئين.‏

أنهى دراسته الأساسية والإعدادية في مدارس وكالة الغوث للاجئين، والثانوية من مدرسة بئر ‏السبع الثانوية للبنين برفح.‏

التحق زياد مصران للدراسة في جامعة بير زيت برام الله، إلّا أنه لم يتمكن من إكمال دراستهِ ‏الجامعيَّةِ فيها بسبب الوضْعِ الاقتصادِيِّ للعائلة، وعاد إلى غزة حيث التحق بمعهد الأمل للصيدلة ‏والتي افتتحت عام 1984م، وخاض انتخابات مجلس الطلبة فيها، وأصبح رئيس مجلس الطلبة حيث ‏تخرج منها.‏

الشهيد/ زياد مصران كان دائماً يقوم بزيارة الجامعة الإسلامية ويشارك زملائه في الفعاليات التي ‏كانت تقام هناك، وكان أحد النشطاء في مدينة رفح من خلال لجنة شبيبة رفح للعمل الاجتماعي إلى ‏جانب محمود أبو مذكور والعديد من الكوادر في رفح.‏

خلال الانتفاضة الأولى المباركة عام 1987م ومع بدايتها تم اعتقاله من قبل الجيش الإسرائيلي ‏إدارياً لأكثر من أربع مراتٍ أمضاها في معتقلات سجن غزة المركزي، وأنصار"2" وأنصار"3".‏

عام 1989م التحق زياد مصران في المجموعات العسكرية الضاربة التابعة لحركة فتح وكان ‏مسؤولاً عن القوة الضاربة لمجموعات الشهيدة/ دلال المغربي والتي سمى ابنته البكر لاحقاً باسمها ‏حبه للشهيدة دلال.‏

عندما أصبح مطلوباً للجيش الإسرائيلي ومطارداً له، خرج نعيم مصران متسللاً إلى مصر عبر ‏الحدود الفلسطينية المصرية، ومن هناك توجه إلى ليبيا، حيث حصل على دوراتٍ عسكرية، ومن ‏ثم غادر إلى الجزائر.‏

زياد نعيم مصران متزوج ورزق ببنتان هما (دلال، رشا).‏

عماد بكير وزياد مصران قرَّرا العودة إلى أرض الوطن من الجزائر، ليواصلوا نضالهم والقيام ‏بتنفيذ عمليةٍ عسكريةٍ داخل الأرض المحتلة، حيث استعملوا زورق مطاطي من نوع زودياك لنقلهم ‏إلى الشاطئ الفلسطيني عبر البحر الأبيض المتوسط، إلّا أن الموت كان أسرع في اختطافهما وسط ‏البحر فاستُشهد الاثنان، حيث قامت البحرية الإسرائيلية بانتشال جثامينهم وذلك بتاريخ ‏‏16/12/1991م حيث كان البحر هائجاً والجو ماطراً.‏

أبقى الكيانُ الصهيونيُّ على جثامينهم محتجزةً في معهد أبو كبير للتشريح لمدةِ عشرةِ أيام، وبعد ‏التعرف عليهما قام بإبلاغ عائلاتهم، حيث تم دفنهم في منتصف الليل في مدينة رفح بحضور عشرةِ ‏أفرادٍ من أسرهم.‏

هؤلاء الشهداء الأبطال كانوا قادةَ حركةِ الشبيبة الطلابية الفتحاوية في الجامعات والذين تحوَّلوا من ‏النضال الطلابي والنقابي وحملوا السلاح حيث كانوا مِثالاً حياً وبطولياً، خرجوا متسَلِّلين من القطاع ‏وعادوا له سباحةً ليواصلوا نضالَهُم واستُشْهِدوا في البحر.‏

الشهيد/ عماد بكير صاحب الروح الجميلة الطيبة المتواضعة الرائعةِ ومن أنشط الشباب الذين ‏يدخلوا إلى القلب بدون استئذان.‏

أما الشهيد/ زياد مصران الطويل الفاره، الرائع المخلص المنتمي لقضيته وثورته انتماءً حقيقياً، ‏كان تربطه مع رفيق دربه عماد بكير صداقةٌ متينةٌ في العمل النضاليِّ وحتى الاستشهاد.‏

رحم الله الشهيدين/ عماد خليل بكير، وزياد نعيم مصران وأسكنهما فسيح جناته.‏