14 ديسمبر.. الاحتفال بيوم المعلم الفلسطيني
تاريخ النشر : 14 ديسمبر, 2020 05:54 صباحاً

فتح ميديا - غزة:

يحتفل أبناء شعبنا في الرابع عشر من كانون الأول من كل عام، بيوم المعلم الفلسطيني، تعبيرا عن تقديرهم لدوره الطليعي.

ويحمل هذا اليوم رمزية وطنية ترتبط جذورها بمحطة نضالية انطلقت منذ عام 1972 عندما تعرض عشرات المعلمين للقمع والتنكيل على أيدي سلطات الاحتلال الإسرائيلي لدورهم الوطني المتمثل بحماية العملية التعليمية من تدخل المحتل ومحاولاته فرض الوصاية عليها، إضافةً إلى مطالبتهم بحقوقهم النقابية العادلة؛ وصولًا إلى يوم الرابع عشر من كانون الأول من العام 1980م، بانطلاق أول مسيرة للمعلمين، متحديةً الاحتلال وحكمه العسكري من مدرسة المغتربين في البيرة باتجاه مبنى الحكم العسكري؛ فتعرض المعلمون  للضرب المبرح والاعتداء بالقوة المفرطة والاعتقال على أيدي جنود الاحتلال الإسرائيلي؛ ومن ضمنهم قادة اللجنة العامة للمعلمين والتي شكلت من خلال لجان لوائية من معلمي المدارس في كل محافظة، وبعدها أعلنت اللجنة العامة للمعلمين إضراباً متتالياً لمدة 75 يومًا؛ ما أدى إلى انكسار وانصياع سلطات الاحتلال لمطالب المعلمين.

سطر المعلمون الفلسطينيون تضحيات عظيمة لمنع تمرير مخططات سلطات الاحتلال في تهويد التعليم وتزوير التاريخ والجغرافيا الفلسطينية وكل محاولات التدخل في العملية التربوية، وسجلوا مواقف وتحديات جسام خلال الانتفاضة الشعبية الفلسطينية الأولى، أثناء إغلاق سلطات الاحتلال المستمر للمدارس والجامعات الفلسطينية- باللجوء إلى التعليم الشعبي؛ من أجل الحفاظ على سير العملية التعليمة الوطنية آنذاك، متحدين فيه جبروت الاحتلال الذي حاول قمعه بشدة وبشكل وحشي؛ إضافةً إلى نضالهم الوطني والنقابي في الدفاع عن قضية شعبنا الفلسطيني؛ ليرتقي من بين صفوفهم الشهداء، ويسقط الجرحى ويزج بأعداد كبيرة من أسودهم في سجون الاحتلال، لكنهم بقوا متسلحين بالإرادة والعزيمة، يحرسون الحلم الوطني ويزرعون الأمل في نفوس أبنائنا. إنهم الشريحة التي عاركت بعلمها وعزيمتها قسوة الحياة فأحالتها سراطا يشق عباب الظلام والجهل والعبودية. فقهرت المستحيل، دون أن ينال أحد من عزيمتها.

إن المعلم هو الأب الذي يلجأ إليه الطلبة عند النوائب؛ وهو المستشار المؤتمن الذي لا تعييه الوسيلة لحماية المجتمع من الانجراف إلى متاهات الضياع؛ وهو الحكيم الذي يحمي بمظلة قلمه الأمة من الرياح المغرضة ويدق أجراس اليقظة في القلوب الغافلة.

وهذا اليوم نستذكر فيه تضحيات وعطاء ووفاء معلمات ومعلمي فلسطين وأسرة التربية والتعليم بكافة جنودها، الذين لم يتوانوا عن تأدية واجبهم الإنساني والوطني النبيل حتى في غمار أعتى التحديات والصعاب؛ الذين بفضل عطائهم المتواصل، تمكن الفلسطيني من الانطلاق من ركام المعاناة والألم إلى فضاءات المعرفة والتميز، ليبني وطنه ودولته، ويرفع اسم فلسطين عاليًا خفاقًا في محافل ومنابر عربية ودولية غاية في الأهمية.