بقلم: صلاح العويصي

تكرر ذات المشهد العنصري المقيت بمزيد من قطع الرواتب، ليس الا دليل على إصرار سلطة المقاطعة على استحضار كل مقومات التمييز و العزل والعقاب الذي لا يمكن تصنيفه الا في سياق التنفيذ المجاني لمخططات الإحتلال في خلق كيانات منفصلة ومتفرقة بل ويتعدى ذلك الى خلق ابعاد إنسانية ووطنية متنافرة ، يسودها التمييز الجغرافي والوطني والاجتماعي ، ومن واقع وعينا وقراءتنا في تيار الإصلاح الديمقراطي لكل إجراءات السلطة المحكومة بمنهج العصابات، فقد طوعنا كل مقدراتنا وسخرنا كل ما نملك من مفاهيم وطنية نترجمها واقعاً نسعى من خلاله الى احتضان أبنائنا وتعزيز الروح الوطنية في انفسهم رغم كل المعيقات التي يصنعها عجوز المقاطعة وتغذيها أجهزته القمعية بعقيدة أمنية مشوهة وقذرة، وفي الوقت الذي يهرب فيه أدعياء الشرعية باتجاه مصالحهم الخاصة الضيقة بتحويل قيودهم ورواتبهم الى المحافظات الشمالية ، أبينا الا ان ننحاز الى أبناءنا والى حركتنا لنقف في خط دفاع متقدم نذود عن كرامتهم وحقوقهم المسلوبة ، إن ما أقدمت عليه شرذمة ممن صادفتهم المناصب القيادية بتخليهم عن مبررات  مسمياتهم التنظيمية وعن مبادئ العمل التنظيمي والأعراف الوطنية والأخلاقية سيبقى ندبة غائرة تشوه تاريخهم ووجوههم ، وقريبا سيكشف زيف ما يبررون به قبح أعمالهم وتآمرهم على غزة وأبنائها بعد ان تحولوا الى ثلة من المخبرين والمتآمرين.

إن استمرار سلطة المقاطعة في قطع رواتب الموظفين من ابناء فتح ومحاربة الجيل الذي أسس الشبيبة وقاد الانتفاضة ومراحل الكفاح هو انتقام من تاريخ حركة فتح  ودماء ابنائها ومعاناتهم في أقبية السجون وان استمرار المقاطعة بكل مكوناتها الرئاسية ورئاسة الوزراء ووزير ماليتها في تجاهل قرارات المحكمة العليا بل وقطع مزيد من رواتب المناضلين سيعيدنا الى مواقف أكثر حزماً وجدية لنحمي أبناء فتح من زمرة تتساوق مع الاحتلال في تخلي فاضح عن مسئولياتها الوطنية ، وسيكون لنا من المواقف التي ستتصاعد بدءاً من اعتصام اسبوعي امام مقر بعثة الاتحاد الأوروبي وتسليمهم صورة عن قرارات المحاكم ، مروراً بتصعيد الأمر الى المحاكم الدولية وانتهاءً بنيل كافة حقوق أبنائنا المناضلين غير منقوصة واستعادة فتح كحاضنة وطنية للكل الفلسطيني والى ان يتحقق ذلك سنلاحق كل من تجرأ على كرامة أبناء فتح وأمعن في إذلال أطفالهم ومحاربتهم في ارزاقهم ، إننا بنهجنا الوطني أبناء مدرسة الأحرار الذين لا يلتوي لهم ساعد ولا يستعبدهم  المال ولكننا لا نستجدي الحقوق بل نقاتل حتى ننتزعها رغم أنف كل المرجفين .