الشهيد أحمد أبو الريش ... رحيل أوجد البقاء
تاريخ النشر : 26 نوفمبر, 2020 07:20 مساءً
الشهيد أحمد أبو الريش

خاص فتح ميديا_غزة:

لأنهم الشهداء أصحاب تاريخ مجدٍ سطر بالدماء وعيوناً إستبصرت الحقيقة فإرتحلت أرواحهم لتسكن ديار الخلد مطمئنة وتركت وصاياها لمن أراد ان يسير على الدرب واثقةً بأن الأجيال القادمة ستظل حافظة للعهد 

وكما كل عام تمر ذكراهم لتسكن كل مكان مروا به وتغبرت أقدامهم وليتذكر رفاقهم كل عملاً وضعوا عليه بصمة ليعلموا الأجيال درساً في حب الوطن والإنتماء للثورة

ذكرى الشهيد القائد أحمد أبو الريش 

الميلاد والنشأة :

ولد الشهيد القائد أحمد خالد سرحان أبو الريش في مخيم خانيونس للاجئين الفلسطينيين إبان حرب يوليو حزيران عام 1967م وترعرع في أزقة المخيم يتقاسم مع جيرانه وأبناء شعبنا المآسي ودرس في مدارس المخيم حتى مرحلة الثانوية العامة 

إمتداده الإجتماعي : 
لم تختزل شخصية الشهيد أحمد أبو الريش أو ما اخذ من إنطباع عنه كفدائي فقط بل أصبحت شخصيته إحدى إرتكازات التماسك الإجتماعي بحب الناس له ومواقفه التي لم تغيب سواء كان حاضراً أو غائباً فكان الشهيد حريصاً على جمع كل الشباب والعائلات ليكون علاقات إجتماعية متماسكة كانت تشكل درعاً واقياً من غزو المجتمع الفلسطيني ومنع إختراقه بأي فكر غريب ومشوش إضافةً لمشاركته في الأحزان قبل الأفراح وبصمته في حل قضايا مجتمعية وخلافات عائلية على قاعدة المحبة والإخاء والوطنية 

مسيرته النضالية :
بدأ مشواره النضالي مطلع الثمانينيات فإنخرط في صفوف الحركة الطلابية التي كانت من أقوى الحركات في مقارعة الاحتلال وإشتد عنفوانها مع بداية الإنتفاضة الأولى عام 1987م فكان الشهيد أحمد من أحد البارزين في طلائعها متميزاً بعنفوانه وإصراره فكانت المواجهات الميدانية أشد شراسةً لوجوده وهذا ما أهله ليكون من أحد قادة الحركة الطلابية ، ليشق طريق جديد في العمل النضالي من خلال القيادة الوطنية الموحدة للإنتفاضة وشارك برفع الأعلام وتوزيع البيانات والكتابة على الجداران ، ولإلتزامه وسريته وإكتمال حالة النضح الوطني والأمني تم إختياره ليكون على راس المجموعات الضاربة التابعة للقيادة الوطنية الموحدة للإنتفاضة بخانيونس وقاد العمل العسكري ضد الاحتلال الصهيوني بكل براعة ، فكان يخطط لضرب دوريات الاحتلال بقنابل المولوتوف وتنفيذ عمليات ارباك للدوريات الصهيونية الراجلة ليلاً مما أربك الاحتلال ومخابراته ودفعها لتشن حملات إعتقالات وتفتيش في جميع أرجاء مخيم خانيونس وطالت منزله ولحسه الأمني العالي إستطاع الإفلات منهم وآوته الحقول وحضنته الأشجار لتخفيه عن عين المحتل الجبان 


تمرد شهيدنا على مبدأ الإعتقال وبدأ يحشد الهمم للتصدي لقوات الاحتلال وأعاد العمل العسكري الذي بدأت تتراجع وعمل على التنظير للقيام بالعمل المسلح وقال كلمته الشهيرة ( من يريد الذهب لا يهاب المناجم ومن يسكن المقابر لا يخشى الجماجم ) 

إعتقاله :
إعتقل الشهيد أحمد بتاريخ 28/3/1991 وحكمت عليه بالسجن عام ونصف بتهمة قيادة العمل المسلح وتوجيه اللجان الشعبية والضاربة لحركة فتح وتم الافراج عنه في أيلول عام 1992م ليعود لطريقه التي رسمها وإجتمع بأعضاء الجناح العسكري السرى لحركة فتح (صقور الفتح) ورحب بهذا الجناح وإنخرط فيه بمباركة قيادة الصقور ولم يمضي وقت طويل وإذا بشهيدنا يخطط لعملية ونصب كمين لدورية لقوات الاحتلال راجلة وأمطرها بالرصاص وكانت هذه العملية سبباً في تكليفه موجهاً ميدانياً في صقور فتح بالإضافة لملف متابعة العملاء وعمل على قاعدته( إصلاح ما يمكن إصلاحه وردع ما لا يمكن إيقافه) 

إغتياله :
إستشعرت مخابرات الاحتلال الخطر الكبير والتهديد من شهيدنا أحمد فقررت إغتياله بكمين محكم مخادع بتاريخ 28/11/1993 بأستخدام سيارة نقل خضروات تخفى فيها ثلاثة من الوحدات الخاصة الإسرائيلية أوقف السيارة رفاق الشهيد أحمد وطلبوا من السائق بطاقته وفور تقدم شهيدنا احمد للحديث مع السائق وإذا بأفراد القوات الخاصة المختبئين تحت صناديق الخضروات يبادرون بإطلاق النار عليه وعلى رفيق دربه الشهيد فريد مطير وإصيب الشهيد أحمد برصاصات في جسده وتمكن رفيقه الاخر من الإشتباك مع السيارة التي يختبئ فيها أفراد القوات الخاصة وزحف شهيدنا أحمد لإحدى البيوت المجاورة غارقاً بدمه وحاصر الاحتلال المخيم وصعدت روح شهيدنا أحمد للعلياء مردداً كلماتها الأخيرة لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم

الشهيد أحمد أبو الريش رحيل أوجد البقاء :

لم يتوقف الرعب الذي إرتبط بحضور الشهيد أحمد أبو الريش والذي أرق الاحتلال وأغرقه بالخوف وإستشهاده كان بمثابة محطة جديدة من المقاومة وأشد شراسةً بعد إغتياله

فلم يفقد رفاقه البوصلة وقاموا بتشكيل مجموعات تحمل إسمه سميت بكتائب الشهيد أحمد أبو الريش الذراع الضارب لحركة فتح وبدأت مشوارها بالعمليات العسكرية ضد الاحتلال ولازالت تتطور وتزرع حب المقاومة وتغرسها في عقول الأجيال فالأمر لا يقاس بما يمتلكه الذراع من عتاد بقدر ما يمتلكه الفدائي من عزيمة وعقيدة راسخة بأن الدفاع عن الوطن واجب وفرض على كل ثائر حر وشريف وها نحن اليوم نستذكر فدائياً شامخاً أذاق العدو مرارة أفعاله وأسكن الرعب في قلوب قيادته التي لا تزال تستيقظ من نومها مهلوعة فمن عاصر حقبة بداية الثورة لا يمكن أن ينسى تفاصيلها

ع.ف