من ذكريات قلعة الجنوب "مسجد العودة" في مدينة رفح
تاريخ النشر : 08 نوفمبر, 2020 06:13 صباحاً

فتح ميديا - غزة:

قلعة الجنوب رفح تحمل على أرصفة طرقها الكثير من الحكايات ، وتحمل جدرانها بين طياتها العديد من شواهد الزمن على ما مر على هذه المدينة ، معالمها باتت خريطة يستدل بها السائل عن التاريخ ، من بين هذه المعالم مسجد العودة وسط المدينة ...

يقع المسجد في منطقة )وسط البلد( عند دوار العودة، وأرض المسجد حكومية، ويحده من الجهة الشرقية شارع عمر بن الخطاب بعرض 20 م ومن الجهة الشمالية روضة للأطفال ومن الجهة الغربية مدرسة وكالة ومن الجهة الجنوبية شارع أبو بكر الصديق بعرض 25 م.

تأسس المسجد كمُصلى عام 1949 م مكان مدرسة القدس الثانوية للبنات حاليًا من الجهة الشمالية وهو منزل الحاج سعيد منصور قشطة، كان البناء من طوب والسقف من أكياس "الخيش" ومساحة المُصلى حوالي 50 م 2 ، كان إمام المُصلى الشيخ سليمان منصور قشطة فيما كان الآذان للشيخ عبد الله ذياب لاّفي .

في عام 1950 م تولى إدارة منطقة رفح الحاكم الإداري المصري محمد حسن الصاوي، والذي قرر نقل مكان المسجد إلى موقعه الحالي بجوار مركز الشرطة في حينه، وأُطلق عليه في البداية مسجد الحاكم، كان البناء في المرحلة الأولى في الجهة الشرقية من الحجارة والسقف من الباطون، وله تعريشة من "الزينكو" وكانت مساحة البناء حوالي 225 م 2 ، وتم بناء مأذنته التي هدمت ضمن البناء الجديد .

من الجدير ذكره أن الرئيس المصري محمد نجيب قد صلى في المسجد _قبل توليه رئاسة مصر_ خلال إدارته لقطاع غزة في خمسينيات القرن الماضي . 

عام 1989 م كانت مرحلة بناء الطابق العلوي نظراً لزيادة عدد المصلين بسبب موقع المسجد الذي يتوسط المدينة بالإضافة لكثرة المحلات التجارية حوله ، وكان سقف الطابق العلوي من "الزينكو" لضعف البناء القديم .

فيما يتعلق بإمامة المسجد فأول إمام  كان الشيخ رمزي الخطيب رحمه الله وخلفه الشيخ جميل أبو عزوم رحمه الله ، ثم تناوب على الإمامة الشيخ رجب العطار رحمه الله والشيخ حسن أبو الخير رحمه الله عام 1971 م بقيت الإمامة للشيخ حسن أحمد جابر حتى الآن .

خلال الإدارة المصرية لقطاع غزة كان هناك العديد من المشايخ المصريين يأتون إلى مسجد العودة للوعظ ، وكانت للمسجد لجنة قديمة مكونة من عدد من الشخصيات أمثال الشيخ حسن أحمد جابر والأستاذ الشهيد محمود الخطيب " والد الشهيد مجدي الخطيب " ، والحاج عطايا أبو سمهدانة.

خلال الاّنتفاضة الأولى عام 1987 م كان دوار العودة مكان للمواجهات بين الاحتلال الصهيوني وشباب الانتفاضة ، كما كان له نصيب كبير من المداهمة والإغلاق من قبل الاحتلال الصهيوني .

و خلال انتفاضة الأقصى عام  2000م  كانت تخرج من مسجد العودة جنازات الشهداء اللذين ارتقوا في المواجهات مع الاحتلال ، كما كان يعتبر دوار العودة الذي سميَّ باسم المسجد نظراً لتواجد المسجد في وسط المدينة هو النقطة الرئيسية لانطلاق كل الفعاليات والمناسبات الوطنية التي شهدتها المحافظة.

من الجدير بالذكر تم خلال الأعوام الماضية هدم البناء القديم بهدف توسيعه وإعادة ترميمه وشارف حالياً على الانتهاء ليعود من جديد النقطة المركزية في مدينة رفح .

_____________

م.ر