فتح ميديا_غزة:
مولد ونشأة الشهيد:
ولد القائد المناضل أسعد هاشم علي الصفطاوي (أبو علاء) واسمه الحركي (أبو علاء المعري) في العام 1934م في مدينة المجدل من أسرة ذات أصول غزّية هاجرت من غزّة إلى المجدل في بداية العام 1920م.
نزحت أسرته وعادت إلى غزّة بعد النكبة الفلسطينية عام 1948م.أكمل دراسته الثانوية في غزّة حيث حصل على الثانوية العامة ثم سافر في العام 1952م إلى جمهورية مصر العربية ليلتحق بكلية المعلمين بدار العلوم ليتخصص في دراسة العلوم والفيزياء، حيث التقى هناك برفيق دربه الشهيد القائد صلاح خلف (أبو إياد) حيث أسسا معًا تنظيم (شباب الثأر) الذي انصهر فيما بعد ضمن المجموعات الأولى المؤسسة لـ «حركة فتح».
محطات نضالية في حياة الشهيد:
وكان للشهيد علاقة نضالية خاصة مع الشهيد القائد خليل الوزير (أبو جهاد) أثناء سنوات الدراسة الإعدادية والثانوية بغزّة، وذلك في إطار الأخوان المسلمين وفي جمعية التوحيد المنبثقة عنهم وضمن الجهاز العسكري السري لجماعة الأخوان وخصوصًا في أعوام 1952 - 53 - 1954م وفي فترة العدوان الثلاثي على مصر عام 1956م.خلال الدراسة انضم إلى رابطة الطلاب الفلسطينيين التي كان يرأسها ياسر عرفات حيث شغل فيها منصب أمين الصندوق ثم أمين السر.
ثم انتخب في العام 1956 - 1957م رئيسًا للرابطة وهو المنصب الذي لم يتمكن من ممارسته عمليًا بسبب إقدام السلطات المصرية يوم انتخابه في مؤتمر الطلاب العام على إبعاده إلى غزّة بسبب شجار حدث بينه وبين الضابط مندوب جهاز المخابرات المصرية الذي حضر للرقابة على المؤتمر.. الأمر الذي أدى إلى اعتقال (أبو علاء) ومن ثم إبعاده إلى غزّة قبل شهرين من موعد الامتحانات النهائية، حيث لم تسمح له السلطات المصرية بتأدية الامتحان النهائي للسنة الرابعة للحصول على درجة الليسانس في العلوم.
عمل بعد عودته إلى غزّة في سلك التعليم مدرسًا في وكالة الأونروا للاجئين الفلسطينيين ثم مديرًا لإحدى مدارس الوكالة في غزّة.
بعيد الإعلان عن تأسيس حركة التحرير الوطني الفلسطيني «فتح» وانطلاقتها في الأول من يناير عام 1965م ساهم (أبو علاء) في بناء القواعد التنظيمية الأولى للحركة في قطاع غزّة وقاد الخلايا العسكرية الأولى للحركة التي شاركت في مقاومة الاحتلال الاسرائيلي.
إعتقاله:
تعرض الشهيد القائد أسعد الصفطاوي للاعتقال من قبل سلطات الاحتلال الاسرائيلي مرات عديدة بلغت سبع مرات كان أطولها اعتقاله في بداية العام 1973م حيث حكم بالسجن خمس سنوات بعد أن اكتشفت المخابرات الاسرائيلية اسمه من ضمن عناصر المقاومة أثناء جريمة اغتيال القادة كمال عدوان وأبو يوسف النجار وكمال ناصر خلال عملية فردان في بيروت في عام 1973م.كما اعتقل بعدها عقب اندلاع الانتفاضة الفلسطينية في عام 1987م بتهمة قيادة مرجعيه «فتح» في «القيادة الوطنية الموحدة للانتفاضة» وكان أول المعتقلين الذين افتتحت بهم سلطات الاحتلال سجن النقب الصحراوي «أنصار 3».
في العام 1989م قدم (أبو علاء) مشروعًا عبارة عن مقترحات للسلام ترتكز على خطوات متبادلة وجدول زمني بين الفلسطينيين والاسرائيليين أساسه انسحاب تدريجي لقوات الاحتلال من الضفة وغزّة والقدس والإعلان عن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة.
إغتياله:
تعرض لعدة مرات لمحاولات اغتيال كان آخرها يوم الخميس 21 / 10 / 1993م حيث استشهد في غزّة بعد أن أطلق عليه عملاء الاحتلال الصهيوني ثلاث رصاصات أودت بحياته بينما كان عائدًا بصحبة ابنائه من المدرسة.وشيع جثمانه الطاهر يوم الجمعة 22/10/1993م حيث احتشدت جماهير قطاع غزّة والضفة الغربية وفلسطينيي عام 1948م خلف جنازته المهيبة التي ناهز عدد مشيعيها السبعين الف مواطن.
وأقامت حركة «فتح» مأتم عزاء في غزّة وتونس استمر سبعة ايام القى فيها الرئيس ياسر عرفات كلمة رثاء للشهيد مؤثرة امام جماهير المشيعين في كلا المأتمين، حيث نقلت على الهاتف مباشرة ليسمعها رواد العزاء في غزّة.
حق القائد المناضل البطل أسعد هاشم علي الصفطاوي (أبو علاء) علينا أن نغبطه شرف الاستشهاد، إنما الحقيقة القاسية والبشعة تبقى:
لقد خسر الشعب الفلسطيني والأمة العربية والإسلامية هذا الرجل بإيمانه وإخلاصه وقدرته وجرأته.
لقد خسرنا القائد والمجاهد والرمز والأب والأخ والصديق.
ولسوف نفتقده كثيرًا.. ولسوف نفتقده طويلاً.
وقال الشهيد ياسر عرفات في خطاب تأبين الشهيد المناضل الفتحاوي الكبير أسعد الصفطاوي :
يا إخوتي.. يا أحبائي.. يا أهلي وربعي.. ليس أقسى على النفس أن أقف معظمًا رفيق النضال، رفيق الكفاح، رفيق الجهاد أسعد الصفطاوي (أبو علاء)، قائدًا من قادة الشعب الفلسطيني ورمزًا من رموز «فتح» وبطلاً من أبطال الثورة الفلسطينية، وبطلاً من أبطال السلام.. ودعناه.. وودعنا فيه الرجولة والثورة والتضحية والإباء التي كان يمثلها جميعًا.. نعم نودع أبا العلاء (المعري) الاسم المحبب له.. زميل الدراسة، زميل «فتح»، زميل الثورة، زميل النضال ورفيق الكفاح والجهاد.ع.ف
الشهيد أسعد الصفطاوي ... سيرة ومسيرة
تاريخ النشر : 21 اكتوبر, 2020 02:42 مساءً