مفوضية التعبئة الفكرية تُحيي ذكرى انتفاضة الأقصى من خلال مقال بعنوان "انتفاضة الأقصى.. الإرادة والقرار"
تاريخ النشر : 28 سبتمبر, 2020 02:39 مساءً

فتح ميديا - غزة:

أحيت مفوضية التعبئة الفكرية ذكرى انتفاضة الأقصى من خلال مقال بعنوان "انتفاضة الأقصى.. الإرادة والقرار".

المقال كاملاً:

أدركت دولة الاحتلال عقب فشل مفاوضات كامب ديفيد أنها لن تستطيع فرض إملاءاتها على الشعب الفلسطيني، في ظل إصرار الشهيد ياسر عرفات على نيل كل حقوق الشعب الفلسطيني. وفي محاولة منها لإستعراض قوتها إقتحم أرئيل شارون مدججاً بجنوده باحات المسجد الأقصى المبارك يوم الثامن والعشرون من ديسمبر من العام 2000.

سرعان ما عمّت المظاهرات كافة الأراضي الفلسطينية واندلعت المواجهات سريعاً مع قوات الإحتلال والتي تحوّلت إلى مواجهات عسكرية دامية واشتباكات قادتها قوات أمن السلطة الوطنية الفلسطينية وحركة فتح أمام بطش آلة القتل الإسرائيلية.

إثر هذه المواجهات وتَكَبُد الإحتلال خسائر فادحة، عمدت قوات الإحتلال إلى إستخدام سلاح الإغتيالات بعد أن فشلت في المواجهة الميدانية، لتبدأ باكورة الإغتيالات بإغتيال الضابط مسعود عياد في غزة والضابط حسين عبيات في الضفة والعشرات من نشطاء الإنتفاضة البارزين.

تمكّنت فصائل المقاومة الفلسطينية من تكبيد الإحتلال خسائر جمة إثر سلسلة من العمليات البطولية والفدائية النوعية، فسارعت دولة الإحتلال إلى حصار الزعيم ياسر عرفات بمقر إقامته برام الله إلى أن رحل شهيداً مسموماً يوم الحادي عشر من نوفمبر من العام 2004.

خلال سنوات الإنتفاضة الخمسة إستطاعت قوات الإحتلال أن تغتال عدداً من رموز المقاومة وقادة العمل الفدائي والسياسي حيث إغتالت ؟؟؟؟؟ (مغتالتش حد من فتح) الشيخ أحمد ياسين وعبد العزيز الرنتيسي والقائد أبو علي مصطفى واعتقلت عدداً آخر أبرزهم القيادي في حركة فتح مروان البرغوثي والأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أحمد سعدات.

حيث إنتهت الإنتفاضة التي كانت الفصل الأطول في تاريخ العمل الفدائي الفلسطيني بتوقيع اتفاقية القاهرة 2005 حيث كانت هذه الإتفاقية هي أول خطوة سياسية قام بها الرئيس عباس فور توليه رئاسة السلطة، وسرعان ما ابتدأت الأزمات الفلسطينية الداخلية تتفاقم إثر فوز حركة حماس في الإنتخابات التشريعية ومن ثم حل علينا ثقيلاًالإنقسام الفلسطيني البغيض.

دخلت السلطة والقضية الوطنية الفلسطينية في سلسلة أزمات عقب تولي الرئيس محمود عباس مقاليد السلطة أبرزها الإنقسام الفلسطيني وما تبعه من إجراءات عقابية، وحصار مزدوج مارسته السلطة إلى جانب دولة الاحتلال ضد قطاع غزة.

كما أقدمت السلطة على نسف النظام السياسي الفلسطيني بحل المجلس التشريعي، ومجلس القضاء الأعلى واتباع سياسة الفصل وقطع الرواتب والخصومات بحق معارضي سياسة الرئيس، وأعدمت حرية التعبير والإختلاف في الآراء، كما دخلت السلطة الفلسطينية في عُزلة عن عمقها العربي نتيجة سياساتها غير المجدية وصولاً لفشل في تحقيق أي مكتسبات لقضيتنا.

ورغم الواقع السياسي الصعب الذي تعيشه القضية الفلسطينية، تبقى إنتفاضة الأقصى شاهداً على التضحيات الشعبية التي لم تُحسن السلطة إستثمارها أو توظيفها لمصلحة القضية الفلسطينية ولشعبٍ تواق للحرية والأمل والعيش بكرامة وبناء المستقبل.

إن الإرادة الشعبية الفلسطينية لا زالت حية والمقاومة لا زالت مستمرة، وسيرفع شبلاً من أشبالنا أو زهرةٍ من زهراتنا علم فلسطين فوق أسوار القدس ومآذن القدس وكنائس القدس. يرونها بعيدة ونراها قريبة وإنا لصادقون مفوضية التعبئة الفكرية

____

ت . ز