الشهيد طارق سعد الأسد الذي وهب حياته للوطن ولحركة فتح
تاريخ النشر : 17 اغسطس, 2020 01:04 مساءً
صورة الشهيد طارق سعد

الشهيد / طارق سعد

أسدٌ جسور وهب حياته للفتح والوطن، تربى في مدرسة الشبيبة الفتحاوية ومنها انطلق نحو المجد، جمع بين عنفوان الثورة وحكمة الفلاسفة، فكان حالة استثنائية لا تتكرر

الشهيد المغدور طارق عمر سعد، زهرةٌ فاحت بعطر الوطن، نشرت من شذى عبيرها ما يأسر كل القلوب، إلى أن اقتطفتها يدٌ جبانة غادرة في الأردن خلال زيارة للإطمئنان على الأهل والأقارب ليرتحل إلى جوار ربه شهيد الدفاع عن الأهل، فاطراً قلوبنا حزناً وألماً، وتاركاً فراغاً لا يمكن ملؤه أبدا

كان شهيدنا المغدور محبوباً لدى الجميع، صاحب فكر، مميزاً بشخصيته المتمردة التي لا تعرف معنى الخنوع أو الاستسلام، يدافع عن الحق مهما كان حجم التضحيات، ويقف بجانب المظلومين والمكلومين


ولد الشهيد المغدور طارق سعد في المملكة الأردنية الهاشمية لأسرة فلسطينية، وفيها أتم دراسته الإبتدائية ومنها بدأ نشاطه الثوري، حيث كان يشارك منذ طفولته في مظاهرات المخيم رفقة أصدقاءه، متأثراً بشخصية جده الأسير محارب سعد الذي قضى نحو عشرين عاماً في سجون الاحتلال، قبل أن ينتقل وأسرته إلى أرض الوطن، ليسكن حي الشجاعية بمدينة غزة

ومنذ ذلك الحين بدأ نشاطه في الشبيبة الفتحاوية داخل مدرسة عمر بن عبد العزيز الإعدادية في الحي، ليصير منسق  الشبيبة في المدرسة وهو بعمر ١٢ عاماً، ومن ثم التحق بمدرسة جمال عبد الناصر الثانوية ليكون من طلاب الطليعة الذين يشار إليهم بالبنان

واستمر نجمه في الصعود حتى التحق بجامعة الازهر ودرس اقتصاد وعلوم سياسية قبل أن يحول لكلية الإعلام، ومنذ اليوم الأول بدأ بممارسة مهامه كعضو هيئة ادارية للشبيبة الفتحاوية، قبل أن يحصل على عضوية مجلس الطلبة بالانتخاب عام 2003

انضم للتنظيم عن طريق ابن عمه فارس سعد فقد وجد فيه لبنات العمل التنظيمي، إلتحق بجهاز الأمن الوقائي وكان من مدرسة القائد سمير المشهراوي، انضم لكتائب شهداء الأقصى وقاوم الاحتلال بجرأةٍ وبسالة

وخلال تلك الفترة عُرف بانتماءه الحديدي لحركة فتح، وبمواقفه الرجولية التي دفع فواتيرها على حسابه الشخصي، كما تعرض للملاحقة طوال الوقت، واعتقل مرات عديدة على خلفية نشاطه السياسي

انتُخب عضواً للمكتب الحركي العام للشبيبة الفتحاوية عام 2008، ليحصل بعدها على عضوية المؤتمر السادس لحركة فتح عام 2009 نيابة عن الشبيبة الفتحاوية بالمحافظات الجنوبية

وفي عام 2011، وقف ببسالة أمام تغول زمرة من القيادة العاجزة على القرار الفتحاوي، رافضاً بكل ما أوتي من قوة قرارهم الجائر بفصل الأخ القائد محمد دحلان وزملاؤه من الحركة، ليكون فيما بعد أحد أعمدة تأسيس تيار الإصلاح الديمقراطي لحركة فتح

تولى العديد من المهام داخل الأطر الخاصة بتيار الإصلاح، حيث كان مفوضاً للجنة التنظيمية بمحافظة غزة قبل أن يحصل على عضوية قيادة ساحة غزة عام 2018، وليكون نائباً لأمين سر مجلس الشبيبة الفتحاوية فيها

حقق العديد من الإنجازات في خدمة أبناء شعبنا، واستطاع بأسلوبه الخاص أن يخفف عن أبنائنا الطلبة في الجامعات، وقدم من خلال موقعه الكثير من الخدمات التي تتلخص بالمنح الدراسية ومشاريع تحرير الشهادات، ووقف سداً منيعاً أمام تجاوزات إدارات الجامعات على حقوق الطلبة، مشكلاً جبهةً متكاملةً من النضال للحفاظ على حق أبناء شعبنا في التعليم الجامعي

إن شهداؤنا وإن رحلوا بأجسادهم فإنهم مخلدون في ذاكرتنا، وفي قلوبنا بما قدموه من تضحيات عظيمة، وسيظل شهيدنا ابو عمر مصدراً للفخر والعزة لنا وللأجيال القادمة.

-------

ع.ف