السجان القاتل!

11 سبتمبر, 2022 09:55 مساءً
طلال المصري

كل يوم يمر تسوء حالته، وينهش المرض جسده، ونحن ننتظر الخبر الفاجع، بل ونستعد لنجهز أنفسنا لاستقبال الأسير ناصر حميد محمولاً على الأعناق شهيداً، تبكيه العيون وتهتف له الحناجر نتيجة سكوتنا وصمتنا على جريمة تحاك أمام أعيننا ومرأى من العالم، دون أن نحرك ساكنا على المستوى الرسمي والشعبي الفلسطيني، كأننا نعيش في كوكب آخر منفصلين عن العالم، وما يتعرض له شعبنا وأسرانا من جرائم يندى لها الجبين.

هل وصل بنا الحال أن نكتم غضبنا وغيظنا وسخطنا ولا نستطيع أن نعبر عنه بكل الوساىل المتاحة نصرة للأسير ناصر، والذي يدفع عمره وشبابه ثمناً لحريتنا وأرضنا ومقدساتنا؟ هل وصل بنا الحال إلى عدم الاكتراث والوقوف ونصرة أسرانا البواسل؟ ماذا دهانا لكي نقف متفرجين أمام ما يتعرض له مئات الأسرى في سجون الاحتلال من إهمال طبي، وتنكيل وتعذيب ومعاملة تفتقر إلى أدنى متطلبات الحياة الآدمية، والضرب بعرض الحائط لكل القوانين والأعراف الدولية واتفاقية جنيف الرابعة.

حالة من الاستغراب والدهشة تصيبنا جراء سكوت وصمت  المؤسسات والمنظمات الدولية، تجاة ما يتعرض له الأسرى وخاصة الأسير ناصر حميد، والتي وصلت حالته المرضية لليأس والموت المحقق، دون أي تحرك للإفراج عنه وتحمل المسؤولية كاملة عن حياته وما يتعرض له من جريمة إنسانية يجب وقفها فوراً.

المسؤولية فردية وجماعية أخلاقية ووطنية، لا يستثنى فيها أحد، ليكون داعماً ومناصراً لأشرف وأطهر قضية في العصر الحديث في حرية الأسرى، وإظهار معاناتهم في كافة وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي، وإثارة قضيتهم وما يتعرضون له على أيدي السجان وإدارة السجون الإسرائيلية.

الوقت يمر وكل ساعة ودقيقة تشكل خطراً أكبر على حياة الأسير ابو حميد، التحرك مطلوب وبسرعة في ممارسة الضغط الرسمي والشعبي والدولي على الاحتلال الإسرائيلي، لوقف هذا القتل الممنهج والواضح للأسير ناصر حميد، وإلا العار سيلاحق الجميع في السكوت على السجان القاتل وعلى هذه الجريمة التي ترتكب مع سبق الإصرار والترصد.

كلمات دلالية

اقرأ المزيد