لا تتمنوا لقاء العدو

08 اغسطس, 2022 07:44 مساءً
طلال المصري

من منا يتمنى لقاء العدو وحركة الجهاد الإسلامي وشعبنا الفلسطيني فرضت عليه هذه الحرب بدهاء ومكر العدو الإسرائيلي، الذي سعى وخطط ودبر لها للقضاء على رؤوس المقاومة في غزة، وجند القوى الكبرى لمساندته ودعمه أمام أي تصرف دولي من شأنه إدانة العدوان على غزة.

 دخلت حركة الجهاد الإسلامي الحرب مرغمة وسط تعقيدات كبيرة على كل المستويات وعوامل متعددة جعلت من الحركة أن تكون رأس الحربة وتدفع ثمناً باهظاً من فقد قادتها الميدانيين.

الجهاد الإسلامي ضحية العدوان على غزة وذلك لعدة أسباب :

أولاً : الجهاد الإسلامي خاض هذه الحرب منفرداً إلا من بعض الفصائل التي وقفت مدافعة عن شعبها وكرامته ولم يتلقى أي مساعدات أو دعم لوجستي عسكري من أي دولة  تعينه على الصمود والتحدي أمام عدوان إرهابي همجي من عدو لا يمتلك قيم ولا أخلاق في اختبار أهدافه والتي كان جلها من الأطفال والنساء.

ثانياً : عدم مساندة الشعب الفلسطيني بغزة من الشعوب العربية والشعوب الحرة في الضغط على حكوماتها لوقف العدوان وكذلك الوقفات الخجولة من الأهل بالضفة الغربية والداخل المحتل.

ثالثاً : عدم التكافؤ في ميزان القوى  والذي كان في صالح العدو الإسرائيلي لما يمتلك من الترسانة العسكرية الحديثة مقارنة بما تمتلك الجهاد الإسلامي والفصائل المقاومة حتى وإن صمدت المقاومة لأيام وأشهر فإن الخسائر تزداد أمام عدو يستخدم أسلوبه القذر الغاية تبرر الوسيلة لتحقيق أهدافه من خلال استهدافه للمنازل الآمنة والأطفال والنساء والشيوخ والعزل ويثخن في دماء شعبنا دون رحمة أو شفقة.

بالتأكيد جميعنا يتمنى أن يدفع العدو ثمن جرمه وأن نشاهده يتألم ويبكي ويدفن قتلاه، ويعيش مرعوباً خائفاً لا يخرج من الملاجئ، ويقف على رجل واحدة ينتظر رحمة المقاومة، ولكن الحقيقة أن المقاومة عملت ما عليها من واجب، وتصدت للعدوان بما تملك، وأجبرت العدو على البحث عن وقف لإطلاق النار وهذا بحد ذاته ٱنجازاً يحسب للمقاومة حتى وإن كان التفاوض على الشروط أقل مما يتوقع ويريد البعض.

 المخطط الإسرائيلي كان كبيراً ومدعوماً لكسر إرادة غزة وكسر شوكتها ويسجل للغرفة المشتركة إدارتها للحرب باقتدار ولم تجر نفسها للمربع الذي يريده العدو.

وحتى نضع النقاط على الحروف لا مقارنة بين معركة سيف القدس ومعركة وحدة الساحات، فمعركة سيف القدس منعت الاحتلال والمستوطنين من تنفيذ مسيرة الأعلام وكانت هذه هي الضربة القاضية لإسرائيل، وهنا أرادت إسرائيل الانتقام ونفذت مسيرة الأعلام بعد انتهاء الحرب وسط تهديدات بالغة للفصائل الفلسطينية بتلقي ضربة مميتة وقاتلة. أما معركة وحدة الساحات سعت إسرائيل من خلالها وكما تدعي فرض معادلة بأن غزة لوحدها ولا يوجد ارتباط بينها وبين الضفة والداخل وتم تحييد حركة حماس عن المعركة.

وبعد كل حرب يجب ان نستخلص الدروس والعبر حتى نتمكن من الصمود وصد عدوان المحتل من خلال تبني استراتيجية متفق عليها بقرار الحرب والسلم والعمل على إنهاء الخلافات ورص الصفوف وتحقيق الوحدة الوطنية والشراكة السياسية وتجديد الشرعيات والذهاب للعالم بخطاب واحد وقرار واحد. 
حمى الله غزة العزة والرحمة للشهداء والشفاء العاجل للجرحى.

اقرأ المزيد