بيان صادر عن تيار الاصلاح الديمقراطي في ذكرى استشهاد أبوعمار

01 اكتوبر, 2020 12:09 مساءً
حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح - تيار الاصلاح الديمقراطي
حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح - تيار الاصلاح الديمقراطي

بيان صادر عن تيار الإصلاح الديمقراطي بحركة فتح
الذكرى الرابعة عشر لاستشهاد المؤسس ياسر عرفات
أربعة عشر عاماً مرت على استشهاد القائد المعلم ياسر عرفات، رمز نضالنا الوطني، الذي ترك بصمته في التجربة الكفاحية لشعبنا، وقاد الحركة الوطنية الفلسطينية في أحلك الظروف وأصعبها، وكان ممن صاغوا هويتنا الوطنية الحديثة، وحمل طيلة حياته مشروعنا الكفاحي، متخطياً الصعاب، ومتسلحاً بالوحدة الوطنية، فلم يكن قائداً لحركة فتح فحسب، بكل كان "والد" الشعب الفلسطيني، وزعيمه التاريخي، وظل منشغلاً على الدوام بمسار الحرية والاستقلال، ومن أجل هاتين الكلمتين دفع حياته وارتقى شهيداً.
نتجرع بعد كل هذه السنوات مرارة الألم، ونحن نستذكر "الرقم الصعب"، الذي ناضل على الدوام من أجل ابقاء القرار الفلسطيني مستقلاً، بعيداً عن تجاذبات الإقليم والعالم، يقاتل على كل الجبهات من أجل وحدانية التمثيل، وينتصر باعتراف العالم بحق شعبنا في تقرير مصيره، يوم أن رفع غصن الزيتون والبندقية في المحفل الأممي، بالقول "لا تسقطوا الغصن الأخضر من يدي".
يتوجب علينا في ذكرى استشهاد أبو عمار أن نراجع سيرته الوطنية ونصوغ منها منهجاً في الأداء السياسي والوطني، فقد كان بحق مدرسةً في التكافل الاجتماعي، والاجتهاد الدائم في مساعدة المهمشين من أبناء شعبه، ونصرة الفقراء، كان وجعه وجع الأب على أبنائه، وكان مسار حياته هو فلسطين التي عشقها وعاش عمره من أجل حريتها وكرامة شعبها، على غير ما جاء به من ورثوا سلطة القرار، فكان أول ما أقدموا عليه هو محاربة الناس في أقواتها، والتغول عليهم بسلطان المال وسطوة النفوذ، ثم ما لبثوا أن بدأوا سلسلة عقوباتٍ جماعية طالت الأهل في قطاع غزة المحاصر، بينما تستمر جرافات الاحتلال في تسوية أراضي الضفة الغربية لأغراضٍ استيطانية، ويتواصل نزيف العقارات في القدس على مرأى ومسمع وتواطؤ الفريق الذي يتحكم بالقرار ويسطو على المؤسسات الوطنية.
تمر قضيتنا الوطنية اليوم في منعطفاتٍ غايةٍ في الخطورة، بعد أن أدخلتنا سياسات التفرد والاقصاء والتهميش في نفقٍ مظلم، وتسببت في حالة تيه سياسي على كل المستويات، ليدخل بعدها مشروعنا الوطني في مزادٍ علني، تستعد فيه قوى مختلفة للعب أدوارٍ في المسعى لتصفية القضية، والانتقال بها من قضية شعبٍ يسعى لنيل الاستقلال، إلى تكتلاتٍ بشريةٍ بحاجة إلى الإغاثة وتخفيف أعباء الحياة، بعد أن قررت إدارة ترامب أن تزيح القدس عن الطاولة وتبذل قصارى جهدها من أجل تصفية الأونروا تمهيداً لشطب قضية اللاجئين، وتتدافع محاولات البحث عن حلولٍ اقتصادية للمشكلة الفلسطينية وفقاً لما أعلنه نتنياهو أكثر من مرة، وبواسطة أطرافٍ كان شعبنا يظن أنها حريصة على مصالحه ومقدراته ومكتسباته النضالية، بشكلٍ جعلنا نعيش نكبة تفوق في خطرها وتداعياتها نكبة العام 1948، وتصر الجهات المتنفذة في القرار الوطني أن تمارس دور النعامة، وتواصل الدعوة التي لا يسمعها أحد لإجراء المزيد من المفاوضات التي يكسب فيها الاحتلال وقتاً من أجل تمرير مشاريعه ومخططاته، فيما يستمر التنسيق الأمني ومحاولات إيجاد بدائل محلية لإدارة حياة السكان في الأراضي الفلسطينية، بعيداً عن صناديق الاقتراع التي يتوجب أن يقول فيها شعبنا كلمته لتجديد شرعية مؤسساته وتكريس مبدأ الشراكة في إدارة الشأن العام، وهو أمرٌ يدفعنا إلى تكرار الدعوة التي أطلقها تيار الإصلاح الديمقراطي في غير مرة، والتي تقضي بضرورة الإسراع في تشكيل جبهة انقاذٍ وطني، تقود شعبنا وتخرجه من أزماته الداخلية، وتقود بوصلته باتجاه العودة إلى المسار الكفاحي على كل المستويات، بشكلٍ يساهم في وضع رؤية لإنقاذ ما تبقى من المشروع الوطني الذي دفع الشهيد ياسر عرفات حياته في سبيله ومن أجله.
وإنها لثورة حتى النصر
تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح
الأحد 11 نوفمبر 2018

اقرأ المزيد